خالد الجنفاوي: الإساءة للدول الشقيقة والصديقة

“ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (الانفال 53).
أعتقد أن حرية الرأي والتعبير ليست مطلقة, أي تحدها أطر العقلانية والمنطق ومتطلبات الحوار البناء. فإذا تجاوز البعض حرية الرأي والتعبير واستغل الحرية والديمقراطية المتاحة في مجتمعنا الكويتي للخروج عن قيمنا وثوابتنا الكويتية الراسخة, وبخاصة في الإساءة الى علاقاتنا المتنية من بعض الدول الشقيقة والصديقة, فلقد تجاوز ذلك الشخص أو اولئك الأشخاص حدود ما يقبله أغلبية الكويتيين. فعلاقاتنا مع دول المنطقة, سواء في محيطنا الخليجي أو في الشرق الأوسط وفي العالم الدولي عموماً, هي علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والعلاقات الديبلوماسية الرفيعة. فمن لا يرغب فعلاً في تدخل الاخرين بشؤوننا الكويتية الخاصة, عليه أيضاً أن لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة والصديقة! بل أعتقد شخصياً أن محاولة الإساءة الى دول نرتبط معها بعلاقات أخوة أو جيرة أوصداقة ومصالح مشتركة تتناقض مع ما جبل عليه أهل الكويت من احترام لأصدقائهم وأشقائهم وحلفائهم. فليس من المنطق الرعونة في التكسب الانتخابي رغم معرفة المتكسب لأضرار المبالغة والبهرجات الاعلامية المصاحبة لها, فاحترام الدول الشقيقة والصديقة “خط أحمر” لا يمكن أن يقبل تجاوزه أغلبية المواطنين الكويتيين.
بل لا أقبل شخصياً كمواطن كويتي أن يتعرض أحدهم لدول الجوار أو للدول الصديقة, فحتى لو كان قصد أحد المؤزمين في إساءته الأخيرة الى أحد الدول الحليفة, فلا يحق له أن يتحدث بإسم الشعب الكويتي, بمعنى آخر, أن يتجشم أحد المتعنتين وأحد المنغلقين فكرياً في الاستيلاء على الرأي العام الكويتي ويصور مبالغاته, وهذره الجدلي بأنه يمثل الرأي العام, فهذا يعتبر تجاوزاً فجاً لحرية الرأي والتعبير! فلا يحق لأحدهم, وبخاصة مثيري النعرات القبلية والطائفية, التحدث بأسمي كمواطن كويتي حر ومستقل.
أهل الكويت يحترمون جيرانهم وأشقاءهم وأصدقاءهم وحلفاءهم وذلك بسبب تكرس مبادئ الإحترام والاعتدال في الآراء في ثوابتنا الوطنية المشتركة, بل أن طبيعتنا الإنسانية والكويتية الأصيلة والسمحة تمنعنا من توجيه التهديد لحلفائنا وذلك لأن علاقاتنا مع الدول الأخرى ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل والوفاء. أما ذلك الذي يتهور في تشويه علاقاتنا مع الدول الأخرى فقط لكسب مزيد من التأييد الانتخابي والانغماس في مستنقع الفتنة, لا يمثلني كمواطن كويتي حر ولا أظن أنه يمثل أغلبية أهل الكويت. والله المستعان.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.