يترقب الجميع حل مجلس الأمة في يونيو المقبل أي في فترة زمنية لا تتعدى الستين يوما، ذلك في حال صدقت القراءات المشيرة إلى أن أول الأحكام في قضايا الطعن في مرسوم الصوت الواحد سيصدر في الأسبوع الأول من الشهر بعد القادم، والمتوقع الأقرب للمنطقية السياسية هو أن تبطل المحكمة المجلس وتقوم بتحصين انتخابات الصوت الواحد.
وعليه يفترض أن تتم الدعوة لانتخابات مبكرة خلال 60 يوما، أي ان الانتخابات ستتم في أغسطس المقبل على ابعد تقدير، وهذه مجرد توقعات مستندة للحكم المتوقع صدوره في يونيو.
بعض أعضاء «الأغلبية» المعارضة واستباقا لتحصين مرسوم الصوت الواحد قاموا بإحراق مراكبهم السياسية وأعلنوا رسميا رفضهم خوضهم انتخابات الصوت الواحد، وفي هذا الفعل سياسيا خطأ كبير يرتكبه المعارضون من النواب السابقين.
واعتقد أن عددهم 18، ومكمن الخطأ أن هؤلاء الـ 18الذين أعلنوا الرفض هم الأقرب للفوز في أي انتخابات قادمة، أي انهم وفي حال خوضهم لأي انتخابات برلمانية سيضمنون فوزهم وبنسبة 100%.
لذا على المعارضين أن يتخلوا عن سياسة حرق مراكبهم، لأن من أبسط مبادئ الحصافة السياسية أن يتركوا وراءهم خط رجعة ولو كان خطا مكونا من «حارة واحدة»، فالبلد بحاجة لهم تحت قبة عبدالله السالم وليس خارجها.
المعارضة لو خاضت انتخابات الصوت الواحد فستتمكن من تحقيق نصر معقول، باستثناء احتمال صدور أحكام ضد بعض النواب السابقين او احتمال شطبهم في حال ترشحهم، فهنا ستتغير المعادلة تماما.
وللأسف، مشكلة المعارضة تشبه مشكلة الحكومة، في أنه لا يوجد صف ثان مهيأ للحلول بدلا من الصف الأول في حال حدث ما يستلزم دخول الصف الثاني، بالعربي لا يوجد لدى المعارضة لاعبون احتياط، وفي حال صدور أحكام على النواب السابقين من الأغلبية أو شطبهم بعد ترشحهم وهو المتوقع، فأعتقد أن هذه ستكون ضربة كبيرة للمعارضة، ولمن لا يعلم هذه الضربة ستؤثر على البلد أكثر مما ستؤثر على المعارضة، لأن في ذلك خلقا لاتجاه جعل البلد كله موالاة، وهذه كارثة، وسنسقط في فخ الديموقراطية الناعمة أو بالأصح الديموقراطية النائمة، التي ستكون مجرد شكل يخلو من أي جوهر، وهذا ما ترفضه ويجب أن ترفضه الحكومة.
قم بكتابة اول تعليق