أثبتت الأيام ان دستور 1962 راسخ في الأذهان كرسوخ الروح بالجسد عند أهل الكويت,لأنهم قد شاركوا في كتابته كلمة كلمة ومادة مادة, وتبقى محاولات البعض للنيل منه يائسة وما فعلته القوى السياسية وخصوصاً كتلة المقاطعة بأغلبيتها منذ سقوط مجلس 2006 ومحاولاتها اليائسة في المجلس المبطل للنيل من الأصول الدستورية, ودستور الكويت ومعاكسة حكم المحكمة الدستورية هما الدليل على الفشل السياسي والنزع الأخير الذي تعيشه شلة المقاطعة هو تأكيد اعلان رسمي لتأبين كتلة الأغلبية المبطلة التي انحرفت عن المسار الديمقراطي وسقطت في فخ “الاقتحام” لبيت الأمة ضاربة عرض الحائط بكل الأصول والأعراف والمبادئ والثوابت الدستورية التي يعرفها أهل الكويت, ويكنون لهذا الصرح الشامخ في ضمائرهم كل التقدير لأنه بيت الحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية والرأي والحصانة! نعم لقد دنست يد الغدر والتطاول في نوفمبر عام 2011 بكل غطرسة نصاعة هذا الصرح الكبير فكانت الفاجعة المؤلمة التي لم تمنع نواب الأمة, الذين أقسموا في قاعة الديمقراطية على احترام الدستور والقانون والوطن والأمير, من التطاول على بيت الحرية والأمة وقاعة أبو الدستور والعبث بالممتلكات العامة بصورة غوغائية وبتحريض علني على النيل من مكتسبات هذه الأمة ورمزها الوطني بيت الأمة!
وتمادت في الغوغائية عندما تطاولت على كل شيء وسلكت بتصرفاتها التي لا تحصى بأساليب وتصرفات خرجت عن كل المبادئ والقوانين وخرجت عن الدستور, بل وصلت الى الخروج عن الطاعة للوطن ورمز الوطن!
هذه التصرفات دفعت المقاطعة اليوم الى ساحة الاعتراف والاختلاف في وجهات النظر, ليؤكد البعض من رموزها بأن السلوك الخطأ جعلها تقتل كل شيء أمام الحوار والرجوع الى الركب من جديد, فأصبحت المقاطعة اليوم تؤبن أغلبيتها التي أصابتها بمقتل سياسي تاريخي لم تعهده في تاريخ مسيرتها السياسية منذ انطلاق وثيقة دستور عام 1962 بل حتى قبل عهد الاستقلال حيث نادت في السابق بالحرية والاستقلال والديمقراطية والحوار!
نعم حتى في تلك الحقبة لم يعهد أهل الكويت ممارسة التطاول على الرموز حتى وإن اختلفت الآراء, فهل فات الأوان على الاعتذار والرجوع للحق بعد هذه الاعترافات بالخطأ والخطيئة?!
****
الكويت فوق كل اعتبار!
هذا الشعار الأزلي لمبدأ التعامل السياسي لا تطبقه كتلة الأغلبية والمقاطعة إلا وفق أجندتها وأهدافها المعلنة وغير المعلنة, لأن الكويت ومصالحها العليا والوطنية صارت آخر أولويات الممارسة السياسية عند كتلة المقاطعة وأغلبيتها في نزعها الأخير, بالطبع هذا ما كشفته لنا الممارسة السياسية ولا تزال تمارسه بما تسمى اليوم كتلة “حشد” تجاه الكويت وحصنها السياسي “الدستور” وبشكل علني, فكيف يكون شعارهم “الكويت فوق كل اعتبار” ?! أليست هذه مخالفة دستورية ومخالفة للقانون ويعاقب عليها الشرع والقضاء?!
قم بكتابة اول تعليق