د.حسن عباس: استجواب تيش بريش


صدق مسلم البراك حينما سمى استجواب محمد الجويهل لوزير الداخلية بأنه تيش بريش، استجواب بحق تافه وسخيف.
الاستجواب كان تافها لأنه جاء على خلفية أزمة طويلة نسبياً. قضية محمد الجويهل الأولى كانت ومنذ سنوات هي ملف المزدوجين، وهي القضية التي من قناتها صار يضرب هو ومن ورائه قطاعاً واسعاً من الكويتيين، يضرب القبائل ويشكك في ولائهم بالبرامج التلفزيونية وقناته الفضائية وحملاته الانتخابية حتى صارت مشروعه الأول وقضيته الرئيسية التي لأجلها وبسببها استطاع المرور إلى المجلس. لكنه برغم ذلك لم يتحمل ان يستغرق الوقت الذي تمنحه إياها اللائحة، واكتفى بدقائق فقط! عن نفسي أقول لكم بأن في الموضوع «إن» كبيرة! والزعم بأنه محب للوطن وان الكويت للكويتيين، كلها دعوات لا تخلو من شيء ما في نفس الجويهل!
الاستجواب كان تيش بريش وتافها ليس لانه غير مستحق، بل على العكس تماماً. ما جعله شديد التفاهة انه مقدم لأضعف وأسهل وزير بالحكومة. وزير الداخلية ضعيف وهزيل ولن يتحمل الصمود لكثرة البلاوي في وزارته بحكم التسيب الأمني وذهاب هيبة رجال الأمن والقانون في ظل إدارته، ولهذا يأخذ كلام الدكتور عبيد الوسمي مصداقيته بأن الوزير ضعيف واستجوابه ضروري.
الاستجواب تيش بريش لأن الاصطفافات فيه واضحة. أنا عندي سؤال واحد وبخاطري كتلة الأقلية تجيبني عليه: ما هو الاستجواب الثمين وما هي المرافعة القوية التي أقنعت علي الراشد وفيصل الدويسان ان يكونوا من المدافعين عنه؟ ما الذي قاله الجويهل حتى يكونوا مقتنعين لدرجة تأييده!؟ بصراحة استجواب سخيف والأسخف منه هو هذا الاصطفاف المقيت. لاحظ ان الأقلية ليسوا كلهم على شكل واحد، لكنهم بالتأكيد على قلب واحد في كرههم للفريق المقابل. يا ليت تتركوا العواطف وتذهبوا مع الحق والمنطق والعقل وتقولوا كلمة فيها مصلحة الوطن.

Hasabba@gmail.com
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.