العِلْم يغير العالم، والدنيا تتبدل، والقواميس لن تصمد طويلا، حتى الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة أصبحت لا تشبه واقعنا المعيش، فبعد انتشار الشات في وسائل الاتصال الحديثة صار ينبغي تبديل كلمة اللسان في القول المعروف «لسانك حصانك»، فالقوانين أصبحت تعاقب الناس على زلات التعليقات والتغريدات في تويتر ونحوه والتي تكتب بالضغط بالأصابع على لوحة مفاتيح الكمبيوتر فأصبح «إصبعك حصانك إن صنته صانك».
يكتب الكاتب بمداد القلم فنقول المقالة «بقلم فلان» أما بعد انتشار الطباعة في الكمبيوتر فقد أصبحت عبارة «طباعة فلان» أو «كي بورد فلان» أقرب إلى الحقيقة، حيث لا وجود للقلم أو الحبر. ومن العبارات المرشحة للاختفاء عبارة «هل سمعت الأغنية»، فالناس بعد انتشار فنون الفيديو كليب أصبحوا يشاهدون الأغنيات لا يسمعونها.
هل «عند جهينة الخبر اليقين»؟ بالتأكيد «لأ». فالأخبار تتوافر في شاشة الهواتف المحمولة من وكالات الانباء لحظة حدوثها، لذلك يمكن القول ان «عند رويتر الخبر اليقين» لا جهينة، وما عادت زرقاء اليمامة وحدها التي تشهد البعيد ويضرب بها المثل على حدة البصر، فنحن نعيش في زمن جوجل إرث الذي يمكنك وأنت في مدينة جدة أن تشاهد منزل صديقك في المكسيك.. راحت عليك يا زرقاء اليمامة.
المصدر: جريدة الأنباء
قم بكتابة اول تعليق