كيف ينظر الأميركان إلينا نحن الكويتيين؟! هل يبادلوننا نفس مشاعر الإعجاب و(التعظيم والإجلال) التي نحملها لهم؟!
أنقل إليكم مقتطفات من مقال نشره معلم أميركي في موقع على الشبكة العنكبوتية معنية بالتواصل بين المعلمين الغربيين عبر العالم، هذا المعلم عاش في الكويت ثلاث سنوات عمل خلالها في مدرسة أميركية.. فسجل من خلال مقاله انطباعاته عن الشعب الكويتي اجتماعيًا وأخلاقيًا ونفسيًا، بغرض توعية من يرغب من المعلمين الأجانب بالتدريس في الكويت، حتى يتمكنوا مقدمًا من معرفة ما سيواجهون هناك من مشاكل قد تكون جسيمة، وهذا -حسب رأيه- سيساعدهم في مرحلة الانتقال، وتجاوز الصدمة في تغير الثقافات بين بلادهم التي جاؤوا منها وبين الكويت.. تلك الدولة الخليجية الصغيرة الغنية..!
«الكويت مجتمع طبقي بفوارق صارخة وخطوط واضحة للعيان تفصل بين طبقاته الأربع، والكويتي يأتي عاليا بعيدًا مستفردًا بقمة النظام الاجتماعي والتقسيم الطبقي، فهو غني، ذو سطوة، وواضح أنه بمنجَى من أي عقوبة، وبوسعه أن ينفد منها مهما كان نوعها، ضمن المسلسل اليومي لكسر القوانين التي يبدو أنها تُطَبَّق حصريًا على الآخرين، لا لسبب إلا لأنه كويتي.. فقط!
لهذا أعد نفسي من المحظوظين إذ أعمل في مدرسة أميركية تهتم إدارتها بمعلميها، وتدعمهم وتساندهم في وجه (جبروت) أولياء الأمور الكويتيين ذوي الأسماء المرموقة والنفوذ و(الواسطة) والثروة التي مكنتهم من تحمل تكاليف ونفقات دراسة أبنائهم في مدارس
أميركية راقية.
ثم يأتي بعد ذلك المهنيون الوافدون، ومعظمهم يديرون الشركات أو يعملون في مهن تتطلب مؤهلات جامعية.
أما الطبقة الثالثة فهي قُوَى العمل اليدوي والبناء ومعظمها من الباكستانيين والمصريين والهنود، وبنفس المستوى هناك الجالية الفيليبينية والصينية التي يعمل أفرادها بوظائف أمين صندوق ونادل وكتبة مبيعات وعمّال وجبات سريعة وفي صالونات التجميل، ويندرج تحت هذه الطبقة عشرات الألوف من سائقي سيارات الأجرة أيضًا.
وفي أسفل السلم تقبع فئة خدم المنازل ومعظمهم من الجنسية السيريلانكية والفيلبينية والأندونيسية والأثيوبية، هذه الفئة يمكننا أن نسميها -إن أردنا الدقة- طبقة «العبيد» وليس الخدم.
هذه الطبقات الثلاث، لو استيقظ الكويتيون -الذين يمثلون أقلية في بلدهم- ذات صباح واكتشفوا أن تلك الطبقات اختفت كلها وتركت الكويت، فإنني أجزم أن البلد سيصاب بالشلل فورًا، وسيعجز متصدرو النظام الطبقي عن أداء أي عمل يدوي يحفظ الكويت «حية نظيفة»، فالثروات التي يتلقاها الكويتيون من الحكومة، واستثماراتها التي تديرها بـ(دهاء) توفر لهم ما يكفي للعيش بحياة بذخ خالية من أي هدف إلا الأنشطة الترفيهية، وكما يردد معظم سائقي الأجرة خلال محادثاتي معهم بعض الأحيان «إن الكويتيين يعتقدون أنهم مثل الأسود، بينما هم أي شيء عدا الأسود، فالنوم والأكل وممارسة الجنس.. هو كل ما يفعلونه». أنا لن أذهب إلى هذا الحد، لكني أظن أنهم لم يبالغوا كثيرا في وصف الكويتي. -الكلام ما زال للمعلم الأميركي- فتلك المهن اليدوية التي تتطلب جهدا ووقتا يأنفها الكويتي ويراها مهينة وحاطة بالكرامة!
ما سأقوله الآن ليس لطيفا بحق الكويتيين لكنه الحقيقة، فقد لاحظت ومن خلال محادثات طويلة مع أصدقاء فيلبينيين، أن المرأة الكويتية هي الأكثر وحشية في تعاملها مع الفيلبينيات، خصوصا الشابة منهن والجذابة، والسبب الكامن وراء تلك الكراهية هو أن الرجال الكويتيين يحملون «مشاعر خاصة» تجاه الفيلبينيات، والكويتية تعلم ذلك جيدا، وتدرك أن الاحتمال كبير بأن تلك الفيلبينية التي تعمل في متجر أو مطعم أو منزل قد تكون من (محظيات) الزوج أو الابن أو الأخ!
في المطاعم ستلاحظ أن الكويتيين يفتقدون التواضع في تعاملهم مع النادلات والنُدُل، ويتعاملون معهم باحتقار، ولا يترددون في توجيه الشتائم والإهانات المتعجرفة حين يتأخر طلبهم ولو لدقائق، أما خطوط الدور فالكويتي لا يعترف بها إذا كان من أمامه من الهنود والسيريلانكيين والفيلبينيين، أو أي جنسية أخرى عدا الغربيين، ولا يشعر بالذنب حين يتخطى الدور إلى الجزء الأمامي بشكل سافر! ومن المخزي حقا أن الأطفال الكويتيين يترعرعون بنفس السلوك، ويظهرون أسوأ أنواع عدم الاحترام تجاه أولئك البشر، ويتحولون إلى وحوش صغيرة حين يتعاملون مع الخادمات أو السائقين.
ستسمع قصصا عديدة رهيبة عن حوادث يومية -كثير منها مميت- تقع للعمال الذين يُسخَّرون للعمل والبناء أكثر من ثلاث عشرة أو أربع عشرة ساعة يوميا بلا توقف في ظروف قاسية مروعة وخطيرة، دون وجود قوانين واضحة لحمايتهم، ولو كان الكويتيون يهتمون بأمر أولئك العمال لأنهوا تلك المشكلة على الفور، لكنهم لم يفعلوا، فلا أحد يستحق الحياة في نظرهم إلا الكويتيين أنفسهم!
أما وضع الخادمات في البيوت، فذلك شيء مروع، والمحظوظة منهن من تظفر بالخدمة في بيت عائلة غربية، فستكون بغاية الامتنان لوجودها بين أناس يعترفون بحقوقها الأساسية، ويبدون اهتماما بأخبار أهلها ويمكنونها من الاتصال بهم، ومن الخروج في أيام راحتها لتعيش حياتها مع أصدقائها، والأهم أنها لا تحرم من جواز سفرها. كل هذا لا يتأتى لها عند خدمتها لأسرة كويتية، حيث تتحول حياتها إلى جحيم لا يطاق دفع الكثيرات منهن إلى الهرب، أو الانتحار إن لم يجدن وسيلة أخرى للإفلات من براثن هذا الذل. هذا عدا حكايا التحرشات والاعتداءات الجنسية وإجبار الخادمة على ارتكاب أمور مهينة من قبل رب العائلة أو ابنه المراهق!
لهذا لا تستبعد أن الكثير من الحالات التي تقرؤها عن انتحار خادمة من شرفة منزل أو غرقا في حوض سباحة أو شنقا، هي مدبَّرة بفعل فاعل حين تطفو المشاكل على السطح! تكهنات!
نعم، هناك الكثير من الأسر الكويتية أعرف إنسانيتها وكرمها واحترامها للآخرين، ولا يسعني إلا أن أفترض أنها تلقت تعليما في الغرب، أو قضت قدرا كبيرا من الوقت في أميركا أو أوروبا، لكنهم يظلون جزءا صغيرا من ثقافة مجتمعية غير طبيعية!»
انتهى..
ويبقى السؤال.. كم نسبة الصحيح فيما ذكره هذا الأميركي..؟!
«الكويت مجتمع طبقي بفوارق صارخة وخطوط واضحة للعيان تفصل بين طبقاته الأربع، والكويتي يأتي عاليا بعيدًا مستفردًا بقمة النظام الاجتماعي والتقسيم الطبقي، فهو غني، ذو سطوة، وواضح أنه بمنجَى من أي عقوبة، وبوسعه أن ينفد منها مهما كان نوعها، ضمن المسلسل اليومي لكسر القوانين التي يبدو أنها تُطَبَّق حصريًا على الآخرين، لا لسبب إلا لأنه كويتي.. فقط!
لهذا أعد نفسي من المحظوظين إذ أعمل في مدرسة أميركية تهتم إدارتها بمعلميها، وتدعمهم وتساندهم في وجه (جبروت) أولياء الأمور الكويتيين ذوي الأسماء المرموقة والنفوذ و(الواسطة) والثروة التي مكنتهم من تحمل تكاليف ونفقات دراسة أبنائهم في مدارس
أميركية راقية.
ثم يأتي بعد ذلك المهنيون الوافدون، ومعظمهم يديرون الشركات أو يعملون في مهن تتطلب مؤهلات جامعية.
أما الطبقة الثالثة فهي قُوَى العمل اليدوي والبناء ومعظمها من الباكستانيين والمصريين والهنود، وبنفس المستوى هناك الجالية الفيليبينية والصينية التي يعمل أفرادها بوظائف أمين صندوق ونادل وكتبة مبيعات وعمّال وجبات سريعة وفي صالونات التجميل، ويندرج تحت هذه الطبقة عشرات الألوف من سائقي سيارات الأجرة أيضًا.
وفي أسفل السلم تقبع فئة خدم المنازل ومعظمهم من الجنسية السيريلانكية والفيلبينية والأندونيسية والأثيوبية، هذه الفئة يمكننا أن نسميها -إن أردنا الدقة- طبقة «العبيد» وليس الخدم.
هذه الطبقات الثلاث، لو استيقظ الكويتيون -الذين يمثلون أقلية في بلدهم- ذات صباح واكتشفوا أن تلك الطبقات اختفت كلها وتركت الكويت، فإنني أجزم أن البلد سيصاب بالشلل فورًا، وسيعجز متصدرو النظام الطبقي عن أداء أي عمل يدوي يحفظ الكويت «حية نظيفة»، فالثروات التي يتلقاها الكويتيون من الحكومة، واستثماراتها التي تديرها بـ(دهاء) توفر لهم ما يكفي للعيش بحياة بذخ خالية من أي هدف إلا الأنشطة الترفيهية، وكما يردد معظم سائقي الأجرة خلال محادثاتي معهم بعض الأحيان «إن الكويتيين يعتقدون أنهم مثل الأسود، بينما هم أي شيء عدا الأسود، فالنوم والأكل وممارسة الجنس.. هو كل ما يفعلونه». أنا لن أذهب إلى هذا الحد، لكني أظن أنهم لم يبالغوا كثيرا في وصف الكويتي. -الكلام ما زال للمعلم الأميركي- فتلك المهن اليدوية التي تتطلب جهدا ووقتا يأنفها الكويتي ويراها مهينة وحاطة بالكرامة!
ما سأقوله الآن ليس لطيفا بحق الكويتيين لكنه الحقيقة، فقد لاحظت ومن خلال محادثات طويلة مع أصدقاء فيلبينيين، أن المرأة الكويتية هي الأكثر وحشية في تعاملها مع الفيلبينيات، خصوصا الشابة منهن والجذابة، والسبب الكامن وراء تلك الكراهية هو أن الرجال الكويتيين يحملون «مشاعر خاصة» تجاه الفيلبينيات، والكويتية تعلم ذلك جيدا، وتدرك أن الاحتمال كبير بأن تلك الفيلبينية التي تعمل في متجر أو مطعم أو منزل قد تكون من (محظيات) الزوج أو الابن أو الأخ!
في المطاعم ستلاحظ أن الكويتيين يفتقدون التواضع في تعاملهم مع النادلات والنُدُل، ويتعاملون معهم باحتقار، ولا يترددون في توجيه الشتائم والإهانات المتعجرفة حين يتأخر طلبهم ولو لدقائق، أما خطوط الدور فالكويتي لا يعترف بها إذا كان من أمامه من الهنود والسيريلانكيين والفيلبينيين، أو أي جنسية أخرى عدا الغربيين، ولا يشعر بالذنب حين يتخطى الدور إلى الجزء الأمامي بشكل سافر! ومن المخزي حقا أن الأطفال الكويتيين يترعرعون بنفس السلوك، ويظهرون أسوأ أنواع عدم الاحترام تجاه أولئك البشر، ويتحولون إلى وحوش صغيرة حين يتعاملون مع الخادمات أو السائقين.
ستسمع قصصا عديدة رهيبة عن حوادث يومية -كثير منها مميت- تقع للعمال الذين يُسخَّرون للعمل والبناء أكثر من ثلاث عشرة أو أربع عشرة ساعة يوميا بلا توقف في ظروف قاسية مروعة وخطيرة، دون وجود قوانين واضحة لحمايتهم، ولو كان الكويتيون يهتمون بأمر أولئك العمال لأنهوا تلك المشكلة على الفور، لكنهم لم يفعلوا، فلا أحد يستحق الحياة في نظرهم إلا الكويتيين أنفسهم!
أما وضع الخادمات في البيوت، فذلك شيء مروع، والمحظوظة منهن من تظفر بالخدمة في بيت عائلة غربية، فستكون بغاية الامتنان لوجودها بين أناس يعترفون بحقوقها الأساسية، ويبدون اهتماما بأخبار أهلها ويمكنونها من الاتصال بهم، ومن الخروج في أيام راحتها لتعيش حياتها مع أصدقائها، والأهم أنها لا تحرم من جواز سفرها. كل هذا لا يتأتى لها عند خدمتها لأسرة كويتية، حيث تتحول حياتها إلى جحيم لا يطاق دفع الكثيرات منهن إلى الهرب، أو الانتحار إن لم يجدن وسيلة أخرى للإفلات من براثن هذا الذل. هذا عدا حكايا التحرشات والاعتداءات الجنسية وإجبار الخادمة على ارتكاب أمور مهينة من قبل رب العائلة أو ابنه المراهق!
لهذا لا تستبعد أن الكثير من الحالات التي تقرؤها عن انتحار خادمة من شرفة منزل أو غرقا في حوض سباحة أو شنقا، هي مدبَّرة بفعل فاعل حين تطفو المشاكل على السطح! تكهنات!
نعم، هناك الكثير من الأسر الكويتية أعرف إنسانيتها وكرمها واحترامها للآخرين، ولا يسعني إلا أن أفترض أنها تلقت تعليما في الغرب، أو قضت قدرا كبيرا من الوقت في أميركا أو أوروبا، لكنهم يظلون جزءا صغيرا من ثقافة مجتمعية غير طبيعية!»
انتهى..
ويبقى السؤال.. كم نسبة الصحيح فيما ذكره هذا الأميركي..؟!
المصدر: جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق