تستنفر أجهزة رصد الزلازل في الكويت ليلا ونهارا، لمراقبة الارض وحراكها المتقلب محليا وعالميا،لكنها تبدو هادئة في موقعها الرابض في مكتب صغير بمعهد الكويت للابحاث العلمية،وهي ترصد الايقاع الجيولوجي بترو، غير مكترثة للاهتزازات الارضية البسيطة التي تحدث في الكويت 3 مرات اسبوعيا على الاقل باعتبارها «طبيعية لاتثير المخاوف».
ورغم الاطمئنان «المنطقي والعلمي» ايضا لحالة الجغرافيا الكويتية البعيدة عن «النشاط الزلزالي «،الا ان المعطيات التاريخية تشي بحدوث زلازل في الكويت خلال مدد زمنية متفرقة،كان ابرزها زلزال المناقيش الذي وقع في العام 1993 وبلغت قوته 4.8 درجة على مقياس ريختر ما يستدعي الابقاء على حالة الاستنفار الدائم لمواجهة مفاجآت الارض في كل لحظة.
القائم باعمال رئيس وحدة الزلازل في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور عبدالله العنزي يتحدث لـ «الراي» عن زلازل تحدث في الكويت بصفة مستمرة ولكنها غير محسوسة ولا يشعر بها الإنسان لان الزلزال الذي اقل من 4.5 ريختر يمر من دون ضجيج».
ويقول العنزي: «هذه الزلازل غير مؤثرة على المنشآت، كما ان في الكويت 8 محطات لرصد الزلازل مربوطة مع 30 محطة رصد عالمية،بالإضافة إلى محطات بلدية دبي وأبو ظبي وسلطنة عمان».
وتشير مصادر شبكات الزلازل الإقليمية والمراكز الدولية الى تسجيل عدد قليل من الزلازل متوسطة القوة في الكويت، منها زلزال شرق بوبيان الذي حدث في الخامس من يوليو 1931 وبلغت قوته 4.8 درجة بمقياس ريختر.
وبدأ معهد الكويت للأبحاث العلمية منذ العام 1994 باجراء الدراسات اللازمة لإنشاء الشبكة الوطنية لرصد الزلازل على أرض الكويت، بناء على توجيهات مجلس الوزراء، وقد تم تصميم أجهزة الشبكة الثمانية بحيث تحقق جملة من الأهداف.
وتهدف اجهزة الرصد الى تغطية أرجاء الدولة كافة بمحطات الرصد الزلزالى، وتسجيل النشاط الزلزالي ومتابعته على أرض الدولة والمناطق المجاورة لها فضلا عن إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بهذا الشأن، ودعم الدراسات الجيولوجية والإنشائية للمناطق الآهلة بالسكان، والمناطق ذات الأهمية الصناعية والاقتصادية والاستراتيجية في الدولة، وتصنيف المناطق من حيث النشاط الزلزالي المسجل فيها ومدى تكرارية الزلازل، خاصة القوية منها، وذلك لتحديد الأخطار المحتملة عند وقوع الزلازل فيها، والتنسيق مع الجهات المختصة لتصميم الكود الزلزالي للمنشآت في دولة الكويت.
وفي هذا السياق يقول العنزي: «نقوم بتوفير معلومات عن الخواص الجيوفيزيقية للمناطق ذات النشاط الزلزالي مثل الجاذبية الأرضية والنشاط الحراري والخواص الاهتزازية والديناميكية للطبقات الفوق سطحية من الرسوبيات الحديثة وتحديد مدى انتشارها وتوزيعها، والمشاركة الفعالة في دراسة النشاط الزلزالي في العالم خصوصاً على مستوى المنطقة العربية، وتدريب الكوادر الفنية والعلمية المتخصصة وإعدادها في مجال رصد الزلازل».
ويؤكد العنزي: «انه تم تصميم الشبكة بأحدث التقنيات العالمية في مجال رصد الزلازل، حيث تتكون هذه الشبكة حاليا من 8 محطات رصد موزعة في أرجاء الدولة، منها 7 محطات تشتمل كل محطة منها على جهاز لرصد الهزات الأرضية المحلية والإقليمية، تعرف بأنها ذات مدى زمني وترددي قصير».
ويضيف: «المحطة الثامنة تشتمل على جهاز رصد عريض المدى الزمني والترددي، لرصد الزلازل على مستوى العالم خصوصاً القوية منها وترسل الموجات الزلزالية لاسلكيا عبر أجهزة إرسال على موجات الأثير من محطات الرصد إلى المركز الرئيسي لتسجيل البيانات الزلزالية وتحليلها والذي يقع في إدارة العلوم البيئية والأرضية في معهد الكويت للأبحاث العلمية».
ويزيد: «يتم استخدام أحدث البرامج العالمية للتحليل، اذ يقوم المتخصص بفحص و تحليل الموجات الزلزالية المسجلة في كل محطة بأعلى درجات الدقة وتضم أجهزة التحليل برامج أخرى لإجراء الدراسات والبحوث التفصيلية في المجالات المختلفة لعلم الزلازل وتقليل مخاطرها.
ويقول العنزي : «تم تصميم أجهزة المركز وتنفيذها لتستوعب الزيادة المستقبلية في عدد المحطات الحقلية للشبكة،بحيث تزداد قدرتها على التقاط الزلازل بالإضافة إلى إمكانية تركيب أجهزة لاقطة لعجلات التسارع الزلزالي أو أي أجهزة أخرى لاقطة للحركات الأرضية خاصة القوية منها والتي يمكن أن تؤدي إلى كارثة زلزالية خاصة على أرض دولة الكويت أو حيث توجد التراكيب الجيولوجية التي تنتج عنها الهزات الأرضية بالقرب منها.
ويبين ان: «منطقة جبال زاجروس في إيران تعتبر هي أقرب مكامن الزلازل القوية بالنسبة إلى الكويت».
لافتا الى ان «الوثائق التاريخية لا تذكر أي زلازل قوية حدثت في الكويت،إلا أن شبكات الزلازل الإقليمية والمراكز الدولية قد سجلت عددًا قليلاً من الزلازل متوسطة القوة فيها، منها زلزال شرق بوبيان والذي حدث في الخامس من يوليو 1931 وبلغت قوته 4.8 درجة بمقياس ريختر.
وتفيد التقارير الواردة في هذا الشأن ان «أهم الزلازل التي ضربت أرض الكويت هو زلزال منطقة المناقيش بالقرب من الحدود الكويتية السعودية الذي وقع في الثاني من يونيو 1993 وبلغت قوته 4.8 درجة وأثر في المناطق المحيطة بالرغم من أن مركز هذا الزلزال يبعد حوالي 150 كيلومترا عن مدينة الكويت،إلا أن الكثير من سكانها قد شعر به، وضرب زلزال آخر مساء يوم 31 ديسمبر 1997م نفس المنطقة بلغت قوته 4.3 درجة بمقياس ريختر، وشعر به الكثير من المواطنين والمقيمين. وقد سجلته جميع محطات الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل.
ويوضح العنزي في جانب آخر عن وجود تعاون متواصل بين الشبكة الكويتية ونظيراتها الاقليمية والعالمية مبينا انه: «تم ربط محطات الكويت بثلاثين محطة دولية، وكذلك تم توقيع اتفاقيات مع بعض دول مجلس التعاون الخليجي منها بلدية دبي وأبو ظبي في دول الامارات العربية وسلطنة عمان، على اساس انه كلما زاد الارتباط بالمحطات زادت قدرتك على رصد الزلازل مهما كانت ضعيفة.
ورغم تأكيد العنزي على وقوع 3 زلازل اسبوعيا في الكويت على الاقل الا انه يؤكد ان «البلاد ليست ضمن الحزام الزلزالي أي ( الدول النشطة زلزاليا ) وأقصى قوة زلازل تحدث في الكويت لا تتعدي 4.5 ونادرا ما تحدث».
الكود الزلزالي
لايوجد قانون يلزم الشركات باللجوء الى طلب الكود الزلزالي، ولكن رغم ذلك هناك بعض الشركات تطلبه في حال إنشاء ابراج سكنية وتجارية عالية باعتبار ان هذا الكود يحدد ما اذا كانت هذه المساحة الجغرافية تتأثر بحركة الزلازل.
رصد آلي في معهد الأبحاث
يقع مركز التسجيل والتحليل في مقر معهد الكويت للأبحاث العلمية بالشويخ، حيث يتم استقبال البيانات الصادرة لاسلكيًا من جميع المحطات من خلال برج الاتصالات المركزي المقام أعلى مبنى المعهد، ويتم فصل وتسجيل البيانات الرقمية لكل مركبة من المحطات الحقلية المختلفة بشكل مستمر، باستعمال حواسب آلية ذات مواصفات خاصة، ومتصلة بالأوساط التخزينية التي يتم حفظ البيانات فيها. ويتم التحكم في عملية التسجيل بواسطة برامج حديثة للحاسب الآلي، بحيث يتم الإعلان آليًا عن حدوث زلزال حال وقوعه، ويتم فصل بياناته وتسجيلها على وسط تخزيني. يضم المركز أيضا أجهزة تسجيل وعرض مرئية لتسجيل بعض المحطات الحقلية.
كيف تعمل أجهزة الرصد؟
بدأت مرحلة التشغيل النهائي للشبكة الكويتية لرصد الزلازل فى مارس العام 1997 وتتكون أجهزة كل محطة من 3 سيزمومترات (أجهزة التقاط الاهتزازات الأرضية) مثبتة على أرضية خرسانية لغرفة إسطوانية تحت سطح الأرض، و بعمق يتراوح من ثلاث إلى أربعة أمتار وتسجل هذه الأجهزة الثلاثة الاهتزازات الأرضية في الاتجاهات الرئيسية الأصلية وهما الاتجاه الرأسي والاتجاهان الأفقيان «شمال – جنوب» و«شرق – غرب»، و يقوم كل سيزمومتر بتحويل مركبة الاهتزازات الأرضية في اتجاه عمله إلى تيار كهربي يتناسب مع قوة هذه الاهتزازات، وتتم معالجة هذا التيار الكهربي بواسطة أجهزة ترقيم البيانات بحيث يتم تحويلها إلى الصورة الرقمية،وإضافة إشارات التوقيت الدقيقة عليها بواسطة أجهزة خاصة متصلة بالأقمار الاصطناعية ثم يتم توصيلها إلى برج الاتصالات اللاسلكية بالمحطة المقام على بعد من 30 إلى 40 متراً من غرفة الأجهزة، ويتم بثها إلى مركز التسجيل والتحليل بالمعهد بواسطة دوائر الإرسال والاستقبال اللاسلكي المثبتة على برج خاص بهذا الغرض مثبت بالمعهد، وتتم تغذية أجهزة المحطات الحقلية بواسطة بطاريات يتم شحنها عبر خلايا شمسية مثبتة على برج الاتصالات.
قم بكتابة اول تعليق