قبل سنوات وقعت جريمة شروع بالقتل في الكويت، لكنها لم تكتمل، واطرافها شباب من دولة خليجية، بعد القبض على المتهم الرئيسي، قال في التحقيقات: انه ترصد بمواطنه منتظرا سفره للكويت منذ سنتين، فلما علم بدخوله للكويت تبعه ليقوم بجريمة القتل داخلها، لانه يأمن بعد ذلك من تطبيق العقوبة، والتي لن تتجاوز البقاء في السجن بقية العمر، وهو قابل بذلك، اما لو نفذ جريمة القتل في بلده فان القصاص واقع به لا محالة.
تطبيق عقوبة الاعدام مؤخرا في حق المتهمين الثلاثة وبشكل علني قرار حكيم لكبح جماح الفوضى العارمة، التي تجتاح الكويت في السنوات الاخيرة، ومظاهرها طاغية بالاستهتار واللامبالاة باحترام القانون وتعمد التجاوز على المجتمع ومؤسساته وافراده، والتطاول على رجال الامن وكثرة حالات الاعتداء وبشكل يومي على الناس مواطنين ومقيمين، وبروز ظاهرة استخدام الاسلحة البيضاء كالسكاكين والخناجر في اي هوشة شبابية، ووقوع جرائم القتل لأتفه الاسباب واستخدام اسلحة نارية كالشوزن والفرد الشخصي والاسلحة المتبقية من مخلفات غزو الكويت في الاعتداءات.
ماذا يجري عندنا؟ اقتحام مخافر وسرقة دوريات شرطة واطلاق نار داخل مستشفى وهروب مساجين، قصص يومية نسمعها وكأننا في المكسيك أو كوبا لا في الكويت، تلك الدولة الصغيرة الآمنة التي عرفت تاريخيا بانها دار أمن وأمان وواحة استقرار، وجذبت آلاف المهاجرين من الجزيرة العربية وما حولها، وتفنن الناس في اطلاق الالقاب عليها، فهي دار العرب ولؤلؤة الخليج.. أهذا يكون حالها بالفوضى المستعرة والانفلات الامني الفاحش؟
ان حماية المجتمع تستلزم تطبيق القانون في حينه، واقامة العدالة على الجميع بغض النظر عن مرتكب الجريمة ووضعه الاجتماعي وجنسه وجنسيته، ونوع الجريمة صغيرة كانت أم كبيرة، فبذلك تركد النفوس المستشرة ويأمن الناس من شرور المفسدين، وتستقيم امور الدولة، اما التباطؤ في العقاب والتراخي في تطبيق القانون والتمييز في اقامة العدالة فهذه ثلاثة اسباب لتقويض كيان اي بلد مهما كان.. وان اعظم العقوبات المنتظر اقامتها عقوبة الاعتداء على النفس التي حرمها الله تعالى وجعل اقامة القصاص فيها حياة «وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأْلْبَابِ» وادعو الجهات الرسمية لعدم الالتفات لترهات المؤسسات الدولية التي ترفض عقوبة الاعدام، فهذه المؤسسات ديدنها مخالفة الفطرة السليمة والافتئات على دين الاسلام خاصة… اللهم احفظ الكويت واهلها من كل شر وارجعها كما كانت دار أمن وأمان وسلم وسلام، والله الموفق.
المصدر: جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق