إقبال الأحمد: أبناء الكويتيات… وعدد النقاط

لم ينل اي موضوع من النقاش والتعليق من مؤيد ومعارض على الساحة الكويتية كما نال موضوع التجنيس… ولأنه في مرحلة من المراحل كان التجنيس عشوائيا لم يراع اصول العملية ومأخذها وتداعياتها مستقبلا.. فقد تم تجنيس من يستحق ومن لا يستحق، وكانت الكارثة التي نجني ثمارها اليوم في الكويت.

واولاد الكويتيات المتزوجات من غير الكويتيين من الفئة التي ثار جدل حولها.. تمنح لهم الجنسية اولا.. كلهم او بعضهم.. وفق شروط ثابتة او من دون شروط. الا ان العملية في النهاية لا بد ان تكون محكومة ومدروسة وليست مفتوحة امام كل ابناء الكويتيات المتزوجات من غير كويتيين.. لان تجنيس هؤلاء الابناء لابد ان يخضع لمعايير واضحة وثابتة تطبق على كل جنسيات الازواج.

نظام النقاط الذي تضمنه اقتراح من لجنة قضايا المرأة في الرابطة الوطنية للأمن الاسري لتجنيس ابناء الكويتيات المتزوجات من غير كويتيين كان من اكثر الاقتراحات المدروسة التي تعطي كل ذي حق حقه، وتضمن اكبر قدر من العدل.. وتفصل تماما بين تجنيس «البدون» وهذه الفئة.. وهو الخطأ الذي وقعت فيه لجنة التجنيس عندما تعاملت مع ملف تجنيس البدون وتجنيس ابناء الكويتيات تحت ملف واحد.. لان هناك فرقا كبيرا بين هاتين الفئتين، كون تجنيس ابناء الكويتيات يدخل ضمن حق المواطنة الكويتية وفقا للمادة 29 من دستور الكويت.

والمقترح المقدم من اللجنة معمول به في بعض الدول العربية والخليجية، حيث تتحكم النقاط التي يتم التحصيل عليها حسب معايير محددة وواضحة في قرار رفع الطلب الى اللجنة للبت في طلبه بعد استيفاء النقاط.

بنود المقترح تتضمن مجموعة اسئلة تتعلق بقرابات الام، التي يحدد بناء عليها عدد النقاط التي يحصل عليها الملف.. مثال على ذلك، اذا كان والد الام وجدها كويتيين بالتأسيس يحصل على 6 نقاط.. واذا كان والد الام فقط كويتيا يحصل على 4 نقاط فقط.. واذا كان الابناء من مواليد الكويت، يحصل على نقطتين، واذا كان الزوج من مواليد الكويت يحصل على نقطة واحدة فقط… اذا كان الزوج يحمل احصاء 65 واقامته مستمرة يحصل على نقطتين.. اذا كان التسلسل الدراسي في الكويت الى الثانوية العامة يحصل على نقطة واحدة فقط.. واذا كانت الاقامة الدائمة والمستمرة لابناء الكويتية، يحصل على نقطتين.

بمعنى ان الموضوع ليس عاما، بل يعتبر محددا بعدد النقاط التي تجمع من جراء الاجابات عن مجموعة من الاسئلة التي تفاضل بين ملف وآخر.

هذا المقترح جدير بالاهتمام، لانه ابعد ما يكون عن التجنيس العشوائي الذي يرتبط فقط بمعايير محدودة جدا.. ولانه يأخذ بالاعتبار جنسية ابي الام وجدها.. واقاربها وما اذا كان الابناء من مواليد الكويت ومدى اقامتهم فيها وتعليمهم واقامتهم بالكويت… وتكون الاولوية في البت بطلب التجنيس للحاصلين على النقاط الاعلى… ولا يحول اي ملف الى لجنة التجنيس اذا لم يحصل على عشر نقاط وأعلى.

ارى ان اضافة بعض الامور تعزز من احقية من يستحقون فعلا من الابناء.. وهي ان يكون الابناء حسني السيرة، ولم تسجل بحقهم اي قضايا بأي نوع اذا لم يكونوا اطفالا.. وان يكونوا متميزين ومتفوقين في دراساتهم في السنوات الدراسية الاولى واصحاب تخصصات علمية غير عادية.. ويعتبروا اضافة للكويت.. هذا كله تسجل له عدة نقاط اضافية من شأنها ان تعطي اولوية لملف الابناء للتجنيس في حال استكملوا النقاط الاساسية.

هناك كثير من المعايير التي يمكن التفكير فيها واضافتها الى هذا التصور الجميل، حتى يحصل الابناء الذين يستحقون بجد الجنسية الكويتية على اولوية رفع ملفاتهم الى لجنة التجنيس.

المصدر: جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.