شدد مدير مجموعة الثماني في مجلس الوزراء البريطاني دومينيك مارتن على أن الكويت شريك استراتيجي لبلاده في جميع القضايا والمجالات، لافتاً إلى تطابق وجهات النظر بين البلدين الصديقين.
وأشار مارتن في لقاء خاص مع القبس على هامش زيارته الأولى للبلاد، إلى تطلع بلاده إلى توسيع نطاق الشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بدعم المرحلة الانتقالية لبلدان الربيع العربي، وقال «نحن بحاجة إلى العمل بشكل وثيق مع دول الخليج في باب الشراكة، ووجدنا أن الكويت لديها رغبة كبيرة للشراكة هذا العام تحت رئاستنا لمجموعة الثماني».
وعلّق على الأحداث التي شهدتها المنطقة في كل من العراق وسوريا ومصر من خلال وجهة نظر الإدارة البريطانية وتفسيرها لمجريات الأمور، لا سيما أن لها جذوراً تاريخية في المنطقة، بقوله «سواء كان لدينا جذور تاريخية في المنطقة أم لا، العالم ينظر إلى ما يحدث في المنطقة بفضول، ويريد أن يرى التحول السلمي لهذه الدول، وكذلك ما تقوم به الحكومات المسؤولة عن رعاية مواطنيها»، معتبراً أن مساعدة هذه الدول لتحقيق التحول الاقتصادي ليس يسيراً على حد قوله، لا سيما أن الأنظمة الاقتصادية التي يتم التعامل معها موجودة منذ زمن بعيد، وتحتاج إلى تغيير ضخم.
وفي ما يلى نص الحوار:
• حدثنا عن الهدف من زيارتك للبلاد؟
– في البداية، السبب الرئيسي لزيارتي للكويت هو أن بريطانيا تتولى هذا العام رئاسة «مجموعة الثماني» التي تضم: بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، بالإضافة إلى روسيا، وتدير هذه المجموعة مبادرة «دوفيل» التي أطلقت بمبادرة من فرنسا عام 2011، وذلك لدعم المرحلة الانتقالية لدول الربيع العربي مع التحول الاقتصادي والاجتماعي، ونحن بحاجة إلى العمل بشكل وثيق مع دول الخليج في باب الشراكة، والكويت لديها رغبة كبيرة للشراكة هذا العام تحت رئاستنا.
• بمن التقيت؟ وما المواضيع التي تمت مناقشتها والتطرق إليها؟
– خلال زيارتي الأولى للبلاد، التقيت بمسؤولين في وزارة المالية ووكلائها ومدير إدارة المنظمات في وزارة الخارجية جاسم المباركي، وتطرقنا بالحديث عن إنجازات مجموعة الثماني، ودعمها لدول الربيع العربي الست مصر وليبيا وتونس والمغرب والأردن واليمن.
صندوق التحول
• حدّثنا عن صندوق التحول والخدمات التي يقدمها؟
– يندرج صندوق التحول transition fund ضمن مبادرة دوفيل لمجموعة دول الثماني التي تأسست تحت الرئاسة الفرنسية في نهاية عام 2011، بهدف مساعدة بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تمر بمرحلة تحول تاريخية بتقديم الدعم لها لتبني إصلاحات ديموقراطية وإدارية، اقتصادية واجتماعية، وخلق وظائف، ودعم القطاع الخاص، واشترطت لمنحها مساعدات وقروضاً تنموية تنفيذ برامج للإصلاح السياسي والاقتصادي.
وقررت مجموعة الثماني في اجتماع لها في بداية 2012 في الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ أهداف مبادرة «دوفيل»، إنشاء «صندوق التحول» من خلال تقديم الدعم لبعض الدول العربية على شكل منح ومساعدات فنية لمساعدتها في تبني إصلاحات اقتصادية وتنفيذ التزاماتها الإصلاحية، بحيث يقوم الأعضاء في المجموعة مع شركاء إقليميين والبنك الدولي والمؤسسات الإقليمية، بتمويل الصندوق برأسمال أولي يبلغ 250 مليون دولار.
تمويلات
ويعمل الصندوق على تمويل الدعم الفني للدول الست المشاركة في المبادرة وهي: مصر، الأردن، المغرب، تونس، ليبيا واليمن، لخلق فرص عمل وضمان التنمية الشاملة.
إنجازات ومبادرات
• ماذا قدمت مجموعة دوفيل لدول الربيع العربي؟
– لدينا مبادرات عديدة بموجب الشراكة الموجهة الى دعم دول الربيع العربي لتحقيق التحولات الاقتصادية والاجتماعية، كما لدينا عدد من المبادرات حول التجارة والاستثمار وكذلك في قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة حول العالم، بالإضافة إلى عملنا مع حكومات عديدة لتشجيع الدول للانضمام الى الشراكة، كما وقع عدد كبير من الدول في العالم على الالتزام بشراكتنا.
ولدينا طموح من أجل نمو شراكتنا مع دول الخليج بما فيها الكويت، إلى جانب هذا سوف نطرح صندوق إعادة البناء والتنمية الأوروبي.
تحول سلمي
• بريطانيا لها جذور تاريخية في المنطقة، كيف تفسر الإدارة البريطانية ما يجري في كل من العراق وسوريا وفي مصر؟
– سواء كانت لدينا جذور تاريخية في المنطقة أو لا، أعتقد أن كل شخص في العالم ينظر إلى ما يحدث للمنطقة بفضول، يريد أن يرى التحول السلمي لهذه الدول وكذلك ما تقوم به الحكومات المسؤولة عن رعاية مواطنيها، بالإضافة إلى كيفية تحقيق التنمية الاقتصادية.
وأضاف: ليس من السهل مساعدة هذه الدول على تحقيق التحول الاقتصادي، لأن الانظمة الاقتصادية التي نتعامل معها موجودة منذ زمن بعيد، وتحتاج إلى تغيير ضخم، ولا يمكن الضغط من خلال مساهمات، لكن هناك رغبة حقيقية لتعلم دروس من التحولات الاقتصادية الأخرى التي حدثت في العالم، وعلينا أن نكون متفائلين بشأن المنطقة، وأعتقد أن هناك إمكانية لتحقيق اقتصاد ضخم في المنطقة.
الوضع في سوريا
• لماذا لا نجد حراكا فعالاً للدبلوماسية البريطانية بشأن سوريا؟
– أعتقد أن الحراك الذي تم اتخاذه بشأن سوريا فعّال جدا، وهذا ما تجلى من خلال دور مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولقد سلكنا واتخذنا طريقا لمحاولة الوصول إلى أقوى القرارات الممكنة بموجب مجلس الأمن لنقول للنظام في سوريا إن تصرفاته غير مقبولة، كما ان جزءا من جهودنا هو التحدث مع المعارضة السورية ليفكروا في المستقبل المرجو لبلدهم، وأنا مندهش من الحديث عن عدم وجود دبلوماسية بريطانية في هذا الشأن.
روسيا
• في حال تبوأت موسكو قيادة مجموعة دوفيل فهل يمكن أن يؤدي تضارب المواقف إلى تفكيك المجموعة؟
– روسيا على علم ودراية بما تقوم به، ولديها مساهمات وطنية في صندوق التحول، واعتقد أن دورها سيكون فعالا في قضايا الاستثمار، كما أنها ستؤدي عملها على نحو جاد من أجل تحقيق تنمية وشراكة ناجحة.
نصيحة
• ما النصيحة التي توجهها لشعوب وحكومات دول الخليج؟
– أود أن أقول شكراً لدول الخليج العربي لعملها وتعاونها مع الدول الثماني في تنمية الشراكة، وهذا يعد نوعا من التحدي وفرصة لنا، ثانيا: نريد مواصلة العمل معا لمساعدة هذه الدول (الربيع العربي) لتحقيق التغير والتحول.
مساعدة
ابدى مارتن رغبة بلاده في تقديم الافضل لبلدان الربيع العربي بالتعاون مع دول الخليج العربي، مشيراً الى زيارته الاخيرة الى قطر قبل وصوله للبلاد بهدف مساعدة دول الربيع العربي.
أحداث بارزة
استعرض مارتن ابرز الاحداث والفعاليات التي سيتم تنظيمها خلال فترة رئاسة بلاده لمجموعة الثماني، حيث اشار الى المؤتمر الضخم المقرر انعقاده في لندن في سبتمبر المقبل حول الاستثمار، حيث يتضمن مجموعة الثماني ودول الشراكة، بما فيها الكويت، وذلك لمناقشة فرص وتغيرات الاستثمار في بلدان الربيع العربي، فضلاً عن الحدث الآخر الذي ستشهده لندن في يونيو المقبل حول كيفية تحفيز وتمكين المرأة في المنطقة.
وسيكون هناك حدث ضخم في اكتوبر، وهو مؤتمر حول استعادة الاصول والممتلكات، والذي سيكون بمنزلة تجمع يضم دول الشراكة بشأن كيفية تحقيق تنمية سريعة في هذه المنطقة، وبهذا نشجع دول الخليج على مساهمتها وتمويلها.
مرحلة انتقالية
اشار مارتن الى ان الهدف من الصندوق هو الانتقال لتحسين حياة المواطنين في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية، ودعم التحول الجاري حالياً في العديد من البلدان في المنطقة، من خلال تقديم منح للتعاون التقني لتعزيز الحكم والمؤسسات العامة، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل من خلال تطوير البلاد التي تقودها السياسات والاصلاحات المؤسسية.
تحرك فعال في سوريا
أكد دومينيك مارتن ان لبريطانيا دورا دبلوماسيا وسياسيا فعالا في سوريا من خلال التحرك في مجلس الأمن.
قم بكتابة اول تعليق