مخطئ من يعتقد أن الحراك شبابيا كان أم غير شبابي مرهون بأشخاص، أو وجود أشخاص وأنه باختفاء أو سجن أو شطب أشخاص أو حتى انتقالهم للمعسكر الآخر سيقتل الحراك أو ينهيه، فالحراك كما أراه وأعرفه فكرة وليس شخصا أو مجموعة أشخاص، الحراك نحو الإصلاح ليس مرهونا بيد رموز أو تيارات بعينها بل هو حركة دائمة لأفكار تنتقل على شكل عدوى جميلة من شخص لآخر.
حتى ولو تفككت المعارضة، فستبقى فكرة الحراك السياسي الإصلاحي حية، وحتما ستجد لها مستقرا في رأس شخص ما أو أشخاص وتبدأ بالتحرك مجددا، سواء عن طريق أفراد أو مجاميع.
يمكن وأد الحراك ربما، لبعض الوقت، ولكنه إن حدث هذا، سيعود الحراك بشكل آخر ووجه آخر، ميزة الحراك السياسي الإصلاحي أنه ينطلق من مبدأ الحق والمصلحة العامة، لذا عندما ترى أشخاصا يتساقطون من فوق صهوة الحراك السياسي في هذه الأيام فلأنهم حادوا عن جادة الحق والإصلاح السياسي وتبعوا مصالحهم الشخصية، ولا أقول مصالحهم السياسية أو مصالح تياراتهم.
الناس قادرة على تمييز ذهب الحق من صدأ الفساد، وسيعرفون إن لم يكن اليوم فغدا من كان مع الإصلاح السياسي ومن كان ضده، والتاريخ مدونة اليوم، وغدا ستقرؤون بأحرف كبيرة من باع الحراك وارتمى في أحضان المعسكر الآخر.
المعسكر الآخر بالمناسبة والذي أقصده هنا ليس عدوا بالضرورة، بل معسكر يرفض التغيير إلى الأفضل، ويرغب في بقاء الأمور على ما هي عليه.
الحراك فكرة، والأفكار لا تموت، الأشخاص يموتون يتغيرون أو حتى ينتقلوا إلى المعسكر الآخر، فليكن، ولكن الفكرة لا تموت، لذا لا تحزنوا إذا ما رأيتم من كانوا جذوة للحراك يتغيرون وينتقلون للمعسكر الآخر، فلن يكون أول ولا آخر من يسقط من فوق صهوة الحراك نحو الإصلاح، فقبله سقط كثيرون، منذ العام 1992 رأينا تبدلات في المواقف وبعضهم الآن رموز للمعسكر الآخر بعد أن كانوا قبل 7 سنوات رموزا لمعسكر الحراك الإصلاحي، لا تحزنوا فانتقال شخص أو موت شخص تولد الفكرة في رؤوس العشرات، ويستمر الحراك نحو الإصلاح.
وللعلم، الدعوة للإصلاح، والتغيير، والحراك ليس عدوا للدولة، وليس عدو الشعب رقم واحد كما يصوره رموز المعسكر الآخر، بل إن الحراك فيه خير كثير للجميع وأولهم أفراد المعسكر الآخر الرافض للحراك، ولكن ولأنهم يخشون التغيير، يرفضون الفكرة التي ستعود علينا وعليهم وعلى البلد بأكمله بكل خير.
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق