خالد الجنفاوي: فلنترك لأجيالنا القادمة كويتاً آمنة مزدهرة

“إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ” (الاحزاب 72).
أعتقد أن من أهم مسؤوليات المواطنة الكويتية الحقة حفاظ المواطن الكويتي الصالح على الوحدة الوطنية. فإذا كان ثمة إرثاً حضارياً واجتماعياً ووطنياً من المفترض أن نتركه, نحن أبناء الحاضر, لأجيال الكويت القادمة فهي وحدتنا الوطنية في بلد آمن ومستقر داخلياً وخارجياً. فإذا كنا كأفراد زائلين والكويت باقية, فمن المفترض أن يدرك العقلاء والحكماء والمواطنون الصالحون أن أجيالنا الكويتية القادمة تتوقع منا أن نترك لهم وطناً ومجتمعاً مزدهراً وواعداً ومتماسكاً وقوياً بوحدته الوطنية وبتآلف أبنائه وبتعاضدهم فيما بينهم. ومن هذا المنطلق, ومن أجل تحقيق أسمى هدف يسعى إلى تحقيقه المواطن الكويتي الصالح فلنحرص جميعاً على درء الفتنة وخطابات الكراهية. فلنسع ككويتيين إلى تكريس أمننا الاجتماعي عن طريق بث التفاؤل في بيئتنا المحلية وعن طريق العمل المخلص والمحبة وترسيخ روح الأسرة الكويتية الوطنية المتوحدة.
بل أعتقد شخصياً أنني كمواطن كويتي يسعى- مثل المواطنين الكويتيين الآخرين- لتكريس مواطنة صالحة يستحقها وطن لم يبخل علينا بشيء, من المفترض أن أحرص على ترسيخ حاضر كويتي آمن ومزدهر لمن سيأتي بعدي. فأهم واجب وطني من المفترض أن يوفيه المواطن الحق هو بثه لروح التفاؤل والعمل المخلص في بيئته المحلية. فتركتنا الاجتماعية والثقافية كمواطنين تتمثل في ضمان مستقبل مزدهر لمن سيأتون بعدنا. فأجيال الكويت القادمة والتي تتطلع لجهودنا ولمساهماتنا الصادقة نحن أبناء الحاضر, يتوقعون منا أن نترك لهم وطناً يحضنهم ويستطيعون فيه تحقيق تطلعاتهم وأهدافهم الايجابية. فإذا كانت الكويت لمن يخلص لها ولمن يتقي الله فيها. فمستقبل الكويت لشبابنا الكويتي ممن ينتظرون من آبائهم وأمهاتهم إعانتهم على تحقيق النجاحات التي يستحقونها.
الوطن وبخاصة وطن لا مثيل له كالكويت, يستحق من أبنائه وبناته الإخلاص في العمل والجهود الصادقة لبث الثقة في مقدراتنا الوطنية. فعندما يسعى المواطن الوفي لتراثه ولثوابته ولهويته الوطنية في صنع حاضر ناجح, فهو كذلك يُعَبِّد طريق المستقبل لمن سيأتي بعده. فآباؤنا وأجدادنا حملوا رسالة الوطن وبذلوا الجهود المخلصة لإيصالنا لما نحن عليه من رفاهية معيشية وأمن اجتماعي ووحدة وطنية جامعة. فالإخلاص لروادنا الكويتيين الأوائل يتمثل في أخذ دورهم نحن أبناء الحاضر. فبالنسبة للأجيال الكويتية القادمة, نحن أبناء الحاضر رواد مؤتمنون على حاضر ومستقبل بلادنا.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.