عمل بالتربية في مجال رعاية المعاقين.. واستوقفه حديث ولي امر طالب معاق، ألحق ابنه بإحدى مدارس التعليم الخاص، التي تعنى بذوي الاعاقة، معربا عن أساه وحزنه للوضع، حين جعل بعض اصحاب هذه المدارس من مدارسهم دور ايواء فقط للمعاقين، همهم فقط حصد مكاسب سريعة غير مشروعة تحت شعارات براقة خادعة لأولياء الامور.
ويقول هذا التربوي، الذي قضى اكثر من 22 عاما في هذا المجال، ان الحكومة تدفع للمدارس الخاصة 5 آلاف دينار لكل طالب معاق، فيما لا تتعدى التكلفة الفعلية لما تقدمه هذه المدارس، وفق ما يراه ويلمسه، 700 دينار فقط!
ويدعو هذا التربوي وزير التربية والتعليم العالي د. نايف الحجرف، كأب، الى النظر في المحتوى المعرفي او الفكري والوجداني والمهاري، الذي تقدمه تلك المدارس لابنائنا المعاقين.. والوقوف على المستوى الاكاديمي المتخصص لمعلمي المعاقين في تلك المدارس الخاصة.
يقول التربوي المتقاعد ان هذه المدارس تحولت الى مراكز ايواء فقط، والاقسى من ذلك ان كثيراً من اولياء الامور لا يهتمون بالموضوع، لانهم يريدون فقط ايواء ابنائهم المعاقين ولا يهتمون بتحصيلهم في النهاية، مما يساعد في استمرار هذا الخطأ.
اذا كان هذا الكلام صحيحا فمن الواجب التوقف عنده والتدقيق فيه.. وإن تطلب الامر استدعاء لجنة متخصصة محلية او خارجية من دول متحضرة، لدراسة وتقييم اداء تلك المدارس، ومقارنة ما تحصل عليه من اموال من الحكومة مقابل ما تتكلفه بحق لتعليم هذه الفئة المغلوبة على امرها.
لا بد من وقف موضوع المتاجرة بالابناء المعاقين في تلك المدارس الخاصة.. لانها مسألة انسانية بالدرجة الاولى، ولان هذه المدارس تأخذ اكثر بكثير مما تقدم.
انا انقل وجهة نظر، وادعو صاحب المسؤولية وزير التربية الى التدقيق فيها ودراستها بشكل جدي ومعالجتها بشكل سريع.. ليس بهدف التوفير على الدولة..لا أبداً.. ولكن لعدم استغلال اعاقة ابنائنا بشكل علني.. وفاضح.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق