السياسي الناجح هو الذي يستطيع ان يوجد الحلول لمشاكل المجتمع الذي يعيش فيه، وليس ذلك الذي يصعّد الأمور ويوتّر الأجواء ليستفيد.
هذا المعنى للسياسي الناجح هو الذي يحتاجه الناس، سواء للدفاع عن مكاسبهم أو للحصول على مكاسب جديدة خلال تحاور وطني ذي سقف عال تحت قبة البرلمان.
وفي الكويت، كان لتأخير صدور الحكم في قضية مرسوم الصوت الواحد أثره في تهدئة الأجواء السياسية لدرجة كبيرة، فهذا التأخير أعطى بالضرورة جوا من الهدوء لمجلس الأمة للعمل على إصدار قوانين ومشاريع عمل كثيرة، واستطاع النواب بحسن تداركهم للأمور تأجيل الاستجوابات لإضفاء مزيد من الأجواء الهادئة على المشهد السياسي، مع أن المجلس انقسم الى رأيين في مسألة تأجيل الاستجوابات، إلا أن الأغلبية حسمتها هدوءا.
وفي الوقت نفسه، أعطى هذا الجو الهادئ للأغلبية المعارضة خارج البرلمان مجالا آخر لإعادة التفكير بأسلوبها السابق الذي كان تصاعديا بطريقة غير منضبطة، وجعلها تفكر أكثر من مرة بأن الأسلوب الكويتي في مقاربة المشاكل «الهون ابرك ما يكون» لم يكن غير مفيد، بل انه أسلوب قد ينجح في إعادة الحسابات، وتجميع الشتات وإعادة الأنفاس لرسم رؤية مستقبلية جديدة، تعتمد على حقيقة ان الربيع الذي يعيشه أهل الكويت لا يريدون ان يفسدوه بالغبار السياسي، أو الرطوبة المصطنعة أو تسخين الأجواء من دون مبرر.
ما نريده من سياسيينا ان يعملوا جاهدين لإيجاد حلول لمشاكلنا، أو كما يقول أهلنا في لبنان: القدرة على «تدوير الزوايا».
فكل سياسيي العالم يعملون معا للوصول الى «حلول وسط»، وإيجاد «أرضية مشتركة»، اما العناد والصراخ والعيش على المشاكل، فليس من أخلاقيات السياسيين الناضجين، فعلينا العمل معا والعيش معا في ربيع الكويت الذي يستوعب الجميع ويحتضن الكل.
د. عبد المحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق