حسن كرم: سرقة هيبة الدولة

تحطيم أبواب مستودع الذخيرة التابع لاكاديمية سعد العبدالله وسرقة طلقات وذخائر وسماعات بالآلاف من قبل اللصوص، ليست العملية الاولى ولن تكون الذخيرة التي تحدث في البلاد، فمنذ سنوات وعلى الاخص في السنتين الاخيرتين زادت الفوضى والانفلات الامني والتعدي على الممتلكات والقوانين بما يعني ان هناك خطرا امنيا يدهم بالبلاد.!!
واذا كان البعض وعلى الاخص اعضاء مجلس الامة يلقي بالمسؤولية المباشرة على وزير الداخلية بصفته السياسية لكن في الحقيقة الانفلات الامني مسؤولية سياسية تتحملها الحكومة بكامل هيئتها، فسرقة مستودعات اكاديمية سعد العبدالله سرقة لهيبة الدولة، فالحكومة اثبتت عجزها عن ضبط الشارع والسيطرة على الامن فماذا عملت الحكومة لسلسلة الحرائق المتعمدة في مناطق السكراب وميناء الشعيبة؟ وماذا عملت لسرقة ملفات البلدية وماذا عملت لسرقة ملفات الشهادات في وزارة التربية؟ وماذا عملت لاقتحام المخافر والمستشفيات وضرب الاطباء والاعتداء على رجال الامن؟ أليست كل هذه الاعمال شكلاً من اشكال السرقة واهدار لهيبة الدولة، وأليست المسؤولية، مسؤولية جماعية تتحملها الحكومة بكل اعضائها وقياداتها..؟!!
«من امن العقوبة اساء الأدب»، هكذا قالوا، فلو طبقت العقوبة فورا لما تجرأ احد ان يقلل ادبه على الآخرين وعلى القوانين وعلى ممتلكات الدولة.
لو كان هناك حزم وشدة وتحديد للمسؤولية لما وجدنا من يتهاون ويستخف بالوظيفة ويكشت بالدوام ولا احد يحاسبه او اقلها خصم من راتبه..!!
الامن لا ينفصل عن الاخلاق والتربية وهيبة الدولة، هناك انحدار بالاخلاق وانحدار بالتربية، واستهتار بهيبة الدولة.
لن تكون سرقة مستودعات اكاديمية سعد العبدالله الحالة الاخيرة، ما دام هناك انحدار لهيبة الدولة.

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.