دائماً ما يقال إن «خير الكلام ما قل ودل»… وكاريكاتير «الوطن» هو ما قل ودل وما أضحك من مبدأ شر البلية ما يضحك:
أم نبيل: بو نبيل قوم شوف الحرامي دش غرفتنا… بو نبيل: سكتي لا يسمعج… أم نبيل: الحق باق التجوري… بو نبيل: سوي نفسج ما شفتيه.. أم نبيل: ما بقي إلا يبوق ولدي نبّول.. بو نبيل: اااااخ… أم نبيل: انت اشحقه ما تبلغ الداخلية؟.. بو نبيل: يا معودة الداخلية لو فيها خير جان ما باقوا فشقهم.
نضحك ولا نبكي على هالحال اللي احنا فيه؟.. باقوا بيوتنا قلنا قضاء وقدر.. باقوا سيارتنا قلنا طيش شباب.. قتلوا شبابنا بالمجمعات.. قلنا قلة رقابة وراح ينتبهون.. بس تتم سرقة كمية ضخمة من الذخائر النارية من أكاديمية سعد العبدالله وفقاً لرواية الوزارة، فهذه طامة ما بعدها طامة.
أسئلة بريئة لا يتردد طفل أن يسألها: كيف تسرق هذه الكمية الكبيرة والثقيلة من الذخيرة والتي تحتاج إلى من يستطيع حملها، وبالتأكيد هم أكثر من واحد أو اثنين، يعرفون من أين يدخلون وإلى أين يخرجون، والأهم من ذلك في ماذا سيستخدمونها.. وماذا يخططون له.. وضد من، ولماذا، وما الأهداف والغايات التي حدتهم إلى القيام بهذه الجريمة؟.. وما الأسباب التي جعلتهم يقدمون على هذه السرقة، وأن يتموا سرقتهم بعد أن أدخلوا شاحنة لتحميل الذخيرة المسروقة من دون أن يلفت ذلك نظر وسمع أحد في الأكاديمية، وبعد أن نجحوا في رفع آثارهم؟!
ما تمت سرقته يا إخوان ليس ذخيرة.. لقد سرقوا أمن الوطن وأمانه..كيف لا وأنا سأعيش رعباً يوماً بعد يوم من أن واحدة من هذه الرصاصات المسروقة إن لم تقتلني تقتل أحد أبنائي أو أهلي أو جيراني أو أهل منطقتي أو أهل دائرتي أو أهل بلدي؟..
سؤال أطرحه على كل من يقرأ هذا المقال: هل عشنا في هذا البلد مرحلة أمنية داخلية أسوأ مما نعيشه اليوم؟.. ما السبب؟.. وإلى متى سيستمر الحال؟ أمن الديار هو أول ما تنشده الشعوب… ومتى ما ضاع الأمن ضاع معه الاستقرار.
أعرف أن جهوداً تبذل من مسؤولين وجنود مجهولين، ولكن هذا لا يكفي.. هناك تسيب، هناك تسيب، هناك تسيب.. الحزم مفقود والحسم مفقود.. قالوا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. حكمت فعدلت فأمنت فنمت.. ونحن نقول لوزير الداخلية: ادرت فأخفقت ففشلت.. وبانتظار أن يتخذ القرار اللازم ليعود أمننا كما عهدناه أيام زماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق