معجبة أنا بكلمة (حراك) لا ككلمة فقط ولكن كمعنى ودلالة.
فالحراك ينبئ بوجود روح وهذه تدل على الحيوية.. فان جاء الحراك ايجابيا فهو لا شك آخذ بأيدينا الى المستقبل المضيء. وان جاء سلبيا فانه يدق لنا اجراس التنبيه للصحو والتمييز ما بين الظلمة والضياء.
والحراك مطلوب في كل مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والسيايسة وهذه الاخيرة (السياسية) تتصدر الجميع لانها تحمل بوصلة الحركة التنموية في اي مجتمع فعندما تستقيم يستقيم بعدها الجميع. فهل يمكننا ان نتصور خلو ساحتها من النساء؟؟ فنتجرع الاعوجاج بالاكراه!!! ونحن جزء لا يتجزأ من كل غرس في هذه الارض الطيبة؟؟؟
لهذا وجدتني أتوقف امام دعوة ديوان سامي المنيس لندوة تحمل العنوان الذي أختطفه اليوم تاجا لكلماتي فأتابع ما نقله الصحافي النشط (يوسف يعقوب) في صحيفة «الوطن» 2013/4/5 لأغرق نفسي في اهمية تفعيل دور المرأة السياسي، لانه المؤشر الحقيقي لتقدم المجتمعات وهذا ما حدث.
تساءلت عريفة الندوة د.هيلة المكيمي عن اهتمام القائمين على هذا الحراك بالمرأة وعن تفعيل المجتمع المدني لهذا الدور في هذا الحراك؟؟ وبهذا ألقت الحجر في المياه الراكدة.
استأنفت الكاتبة الصحافية إقبال الاحمد الحديث بالمناداة للمشاركة وعدم الاستسلام للسلبية وخاصة امام هذا الانعطاف الذي نشهده في سلوك المرأة بنبذ الخجل والمشاركة في المظاهرات ونشاطها في التواصل الاعلامي مما اوصلها الى حدود الاستدعاء للتحقيق والمحاكمة، وتأكيدا لهذه الشجاعة توزير امرأة من المناطق القبلية بعد نجاحها في الانتخابات جماهيريا.
ولا ننسى قدرة قناة سكوب – ومؤسستها امرأة – على توجيه شريحة لا بأس بها من المجتمع لاتجاه معين كان له الاثر العظيم في مرحلة الانتخابات مما يؤكد مدى تأثير المرأة في الحراك السياسي.
اما المهندسة جنان بوشهري فقد طالبت بانتزاع الحراك السياسي من رحم (المعارضة المبطلة) وعرضت لبعض القوانين التي جاءت كضربة على رأس المرأة من مجالس الامة السابقة مثل التقاعد المبكر وهدر حقها في استخراج جواز سفر لها الا بواسطة الزوج واحتكار الرجال لمناصب كثيرة في الصدارة السياسية والمهنية مما اوقع المرأة في حيرة من امرها ما بين دستور ينصفها وبتعمد المشرع لتجاهله وبين قوانين تكبلها ويواجهها المجتمع بالصمت المريب.
اما منى الفزيع فانها تعلن استغرابها لكثرة وتنوع التيارات السياسية في مجتمعنا الصغير مما جعل حراك المرأة محصورا بتبعيتها للرجل فلا نشاط لزوجة الا بتبعيتها لفكر زوجها.
(واظن ان الاخت منى تشير – بسمو اخلاق عرفناها عنها – الى مواقف الكثير من نسائنا من الانتخابات الاخيرة والصوت الواحد حتى وصلت الحال ببعض منهن الى التهديد بالطلاق لو مارست حقها في التصويت وابسط العقوبات التي مورست عليهن كان حرمانها من استخدام بطاقتها المدنية) ف.ح.
ثم تجمع منى التيارات السياسية في حزمتين -1 ليبرالي ضعيف. -2 متزمت متخلف، وللطرفين ارث تاريخي سلبي، ثم تتوقف عند غياب الصفين الثاني والثالث من النساء في كل التيارات ومؤسسات المجتمع المدني وتنظر الى من هم بين (20-18) من الشباب واستخدام الكبار لهم وقودا للمظاهرات وتدعو الى حركة تواصل ما بين الجمعيات النسائية والمرأة العادية.
بصراحة وبلا تحيز على الاطلاق، ما قرأت يوما نقلا لنشاط جماعي بمثل تلك الرصانة والدقة والمتابعة الذكية مما شجعني على ان أنقل عن نقل لفتياتنا اللاتي نعتز بهن وادعوهن (مخلصة) ان تلتم هذه الاضلع الاربعة وتصنع من هذه الورقة بذرة نشاط لحراك جديد، على ان يعلو على ذات المستوى المكمل لبعضه بعضا – مع اشراك شبابي ذكوري ايضا -.
شكرا للداعي الذي ذكرني بسمو فكر واخلاق من سمي باسمه (سامي المنيس) والشكر للصحافي (يوسف يعقوب) على دقة نقله وشكرا لمن اختار تلك الاسماء التي اكملت بعضها بعضا وسأبقى بالانتظار من اجل الكويت.
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق