صالح الشايجي: القا«نون» وما يعلمون

لا أعلم أن بلدا في العالم يحب جلب الصداع لنفسه مثل الكويت فما إن سكتت طبول ما يسمى بمجلس الأمة غير الشرعي، حتى خرجت علينا الحكومة بصداع من نوع جديد اسمه «قانون الإعلام الموحد»، وكانها تحسدنا على فترة الهدوء النسبي التي نعيشها، كما تحسدنا على هذا المجلس المتجانس الهادئ والذي نحسن فيه الظن حتى إشعار آخر أو إلى أجل غير مسمى.

بالتأكيد فان الخوف لا يكمن في إقرار هذا القانون، لأنني لا أعتقد أن هناك عددا كافيا من الاعضاء في مجلس الأمة لإقراره والتصديق عليه حتى لو جملوه وبعثوه إلى باريس لإجراء عمليات تجميلية عليه، لأنه قانون غير قابل للتجميل والتحسين والتزيين حتى لو صرفت الحكومة عليه كل أموال الأجيال القادمة وباعت مخزوننا النفطي دفعة واحدة ورهنت أصول هيئة الاستثمارات من أجل تحسينه وتجميله توطئة لإقراره.

ليس هناك مكمن الخوف، ولكن مجرد التفكير في مثل هذا القانون بما يحوي من معايب ومصائب ونوازل ودواه، هو مبعث الخوف والشك والريبة!

فما المقصود بالزج بهذا القانون في وقت «السهود والمهود والركادة وشم النفس» بعد طول توتر وتأزم، إلا إذا كانت الحكومة متواطئة مع ما يسمى المعارضة وتريد إثارة العواصف والزوابع، ولبث الروح في المعارضة من اجل إحيائها من جديد لإثارة الغبار السياسي وكأنما هذا الغبار المنبعث من تلك الأرض الميتة والذي زكم أنوفنا وأعمى عيوننا غير كاف والبلاد في حاجة للمزيد منه حتى تفرح الحكومة المباركة.

هذا عدا ما سيسببه هذا القانون من إحراج دولي للكويت التي تدخل في زمن الانفتاح، زمن الظلام والتخلف وكأنها ناقصة ظلاما وتخلفا.

لا أغالي ولا أبالغ إذا ما قلت إن الحكومة ومن خلال مجرد تفكيرها بمثل هذا القانون هي متآمرة على السلم الاجتماعي الكويتي ومتواطئة مع الأشلاء الميتة فيما يسمى بالمعارضة.

الجريمة حدثت وأي تراجع عنها لا ينفي حدوثها.

 

katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.