“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105).
أعتقد أن ما يؤدي إلى سد أبواب أي فوضى متكلفة أو إنفلات مفبرك, ويكمح بعض ظواهر إستفزاز المشاعر والمماحكات والاستعراضات المشبوهة في جوانب معينة في بيئتنا المحلية الكويتية هو “توطيد دعائم دولة القانون والمؤسسات.” فلا يمكن في أي حال من الأحوال أن يتجرأ أحدهم مثلاً على تهديد وحدتنا الوطنية أو تجاهل ثوابتنا الوطنية التاريخية فقط بهدف التكسب الانتخابي وأن لا تتم معاقبته وفق قوانينا المحلية والتي وضعت أساساً لحماية تماسكنا الاجتماعي ودرء مساوئ خطابات الفوضى والتكسب الانتخابي السلبي. بمعنى آخر, الحكومة مطالبة بالإستمرار في تقوية دعائم دولة المؤسسات والقانون عن طريق الاستمرار في ربط قولها بعملها. فعندما يدرك بعض من يريدون التكسب الانتخابي فقط على حساب الأمن والأمان المعيشي والاجتماعي والذي نتمتع به كمواطنين أن الكويت هي بالفعل دولة مؤسسات وقانون, فسيفكر ألف مرة قبل أن يتجاوزا ما لا يمكن تجاوزه.
دولة القوانين والمؤسسات تشير للحكومة القوية والتي تتمكن من ضمان سلامة مواطنيها وتحفظ لهم حقوقهم الدستورية ضد تعدي الآخرين. أي من المفترض أن تسعى أي حكومة ذكية إلى تكريس “المواطنة الحقة” في المجتمع عن طريق دعم ثقافة إحترام القانون وضرورة الايفاء بالمسؤوليات والواجبات الوطنية المشتركة. فالحكومة التي توطد دعائم دولة القانون والمؤسسات من المفترض أن تحرص دائماً على تكريس حس المواطنة الفاعلة والايجابية في المجتمع. وهذه المواطنة الحقة والتفاعلية تتحقق عن طريق إيمان كل أعضاء المجتمع بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات والمسؤوليات الاجتماعية تجاه وطنهم وتجاه مجتمعهم. ومن هذا المنطلق, فمن لا يلتزم بأداء واجباته ومسؤولياته الوطنية تجاه نفسه وتجاه مجتمعه وتجاه مواطنيه الآخرين لا يدعم دولة القانون والمؤسسات.
بل لا أعتقد أنني أبالغ في هذا السياق إذا أكدت أن الحكومة الناجحة هي من ترفع دائماً شعار تطبيق القانون وتكريس النظام والالتزام بمنطلقات وأهداف المواطنة الحقة, فبالنسبة إلى المواطن: الحكومة وطريقة عملها وكيفية مساهمتها في تكريس دولة القانون والمؤسسات تعتبر المثل الأعلى للمواطنة الحقة. فدولة القانون والمؤسسات هي فقط ما ستنقلنا ككويتيين من حاضر ناجح إلى مستقبل أكثر نجاحاً وازدهاراً. فلعل وعسى.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق