نواف الفزيع: أنا وحامل الراية


كلما ازدادت ثقافة الفرد ازداد بؤسه أو هكذا التوصيف الأقرب لحالنا ونحن نشهد واحدة من أكبر حملات الشتم والسب على شخصنا الضعيف.
شلينا جمل مثل التي قالها بيرم التونسي «وبقدر ما يخفت صوت الناقد يرتفع صوت الدجال» أو كما قال القاضي عبدالجبار المعتزلي «ليست الكثرة من امارات الحق ولا القلة من علامات الباطل».
حزننا لا على انفسنا لا والله فلقد وكلنا انفسنا لرب العباد بدعوة مظلوم يأخذ بحقه، كما اقسم بعزته وجلاله ولو كان المظلوم كافراً كما قال ابن القيم فلن نرفع القضايا على من شتمنا بل رفعناها عند الله وحوبتنا حوبة المظلوم ستلاقونها فيكم واحداً واحداً ان شاء الله.
حزننا على حال بلدنا وللشاعر الشهيد فايق عبدالجليل اغنية شهيرة غنتها الراحلة رباب تقول فيها متأسية على رحيل حبيبها «هذا زمن جرحي» بل هذا زمن جرح الكويت.
والله لو حلفنا للبعض بقرآن منزل ما صدقونا ولو أتى البعض ممن يعبدونهم بكذب بواح جعلوه على رؤوس الاشهاد.
تضحكنا ان الشتائم تتكرر في كل مرة والتوصيفات ايضا تتكرر كل مرة احتراما للقارئ الكريم لن نأتي على قذاعة السب وان كنا شاكرين من سب فقد تحصلنا على حسنات علت علو جبل أحد من شتائمكم اما التوصيفات فعلى طمام المرحوم «ساعي للشهرة يبي ينزل انتخابات ملقوف ما عنده سالفة كذاب حكومي ربع ناصر المحمد ربع أحمد الفهد حاقد لانه سقط بالانتخابات» وهكذا دواليك تتكرر مليون مرة وكأننا سنخصص جائزة لأجدد شتيمة وتوصيفاً علينا شوفوا شيء جديد وكثروا من السب تكثر حسناتنا جزاكم الله ألف خير.
نرد على وقائع الحدث والحدث الأهم بالنسبة لنا «الايداعات والتحويلات» لانها رأس السنام التي شحنت المتظاهرين على الفساد في ساحة الارادة ودفعت بحل المجلس واستقالة الحكومة.
سنعرض تساؤلات منطقية لكن لا تجعلوا انفسكم مثل نكتة الحكم وحامل الراية!
تقول النكتة ان حكم كرة قدم وفي احدى المباريات شاهد حامل الراية وقد رفعها فذهب اليه ليسأله عن المخالفة القانونية للاعب التي على اثرها رفع الراية اجابه انه الجمهور يتشاجر فقال له (واحنا شعلينا من الجمهور ركز على المباراة) ليتفاجأ بعدها بحامل الراية الثاني ايضا قد رفع رايته فذهب اليه وسأله عن سبب الراية قال له (شعندك واقف عند حامل الراية الاخر؟!).
يا حامل الراية ركز معنا لقد تقدمنا ببلاغ اساسه اقرار النائب مسلم البراك ويقينه بوجود جريمة اعتداء على المال العام قال فيها وبالحرف الواحد انه يملك المستندات التي تثبتها وارجعوا لندوة 2011/10/5.
وفقاً للقانون الابلاغ عن ما قاله النائب مسلم البراك الزامي ومن سمع ولم يبلغ فإنه يدان جزائياً.
لم نتقدم على طول بل انتظرنا مرور يوم 2011/10/19 الذي وعد فيه النائب انه سيقدم مستندات تثبت كيف ضيع الشيخ ناصر المحمد اموال اولادكم في روما وجنيف ولندن.
انتظرنا باستقالة الحكومة برئيسها والانتخابات يعني مرت قرابة الـ 7 اشهر ولم يتقدم احد ببلاغ ولم يقدم النائب مسلم البراك المستندات المدينة صرنا احنا المدانين في تقديم البلاغ؟
ماذا لو لم نقدمه؟ ماذا لو كانت النيابة هي التي من استدعت النائب مسلم البراك وسألته عن ما قاله؟
لو قدم ادلة للنيابة لكان متهما بالتستر لانه علم بوجود الجريمة ولم يبلغ عنها ولو لم يستطع ان يثبت الجريمة بدليل يملكه كما ادعى لطلع للناس ان النائب غير صادق في كلامه.
اذا هل المشكلة في ابلاغنا ام المشكلة في من لم يقدم الدليل الذي قال بأنه يملكه؟ حدث العاقل بما يعقل.
النائب عبداللطيف العميري والذي دخل في مداخلة علينا في لقاء قناة «الوطن» الاخير والذي كان متحفظاً بالسلام على ضيف الاستديو او لربما هذه اطباع السلف يا أخ عبداللطيف والذي تدعي انك تنتمي اليهم يقول بأنه باللجنة هناك ادلة دامغة تدين في قضية التحويلات.
سؤالنا للسلفي الصغير ومتبوعه السلفي الكبير النائب خالد السلطان والذي ايضا اكد وجود هذه الادلة وقد اطلع عليها، سؤالنا المنطقي يقول لماذا صرحتم عن هذه الادلة أو وجودها بعد قرار الحفظ؟
لماذا امتنعتم عن تقديمها للجنة قضائية تبحث في المساءلة الجنائية وقد انتهت المساءلة السياسية برحيل رئيس الحكومة لماذا لم تقدموا لها هذه الادلة المدينة؟
لقد ذهبنا بالنائب المحترم مسلم البراك يوم قال بأنه يملك الدليل على وجود الجريمة ماذا لو ذهبنا بك بمعية نائب رئيس مجلس الامة لتقدموا ما اطلعتم عليه من ادلة دامغة أم انكم ستكونون مثل النائبين مسلم البراك وفيصل المسلم ولا تقدمون شيئاً؟
الاغرب ان رئيس لجنة التحقيق في الايداعات وبعد قرار الحفظ ويا للصدفة صرح بأنه يعلم ان اموال التحويلات استخدمت لغير الصالح العام.
لماذا لم تقل هذا الكلام امام اللجنة القضائية واكتفيت بالقول بوجود شبهة جريمة اعتداء على المال العام؟
لماذا استسهلت توجيه الاتهام خارج محاضر اللجنة القضائية ورفضت ان تقولها امام اللجنة؟
اسئلة حاولوا تفكروا فيها وشتموا فينا شهر قدام!
النائب عبيد الوسمي قال من جانب آخر انه علم بمآل القضية للحفظ لعدم وجود دليل!
يا دكتور ما تقوله يؤكد من ان النواب لا يملكون دليلاً كما ادعوا وعلى رأسهم النائب مسلم البراك، فإذا ما كان فيه دليل ليش البراك قال عندي دليل؟ البراك قال في الندوة انا املك دليلاً والوسمي يقول ان مآل القضية الحفظ لأنه ماكو دليل!
الحين منو نصدق العميري أم المسلم أم السلطان أم الوسمي أم مسلم!
الحين تختزلون المشكلة فينا ولا تسألون عمن أثارها ولم يقدم الدليل عمن قال اكو دليل ولم يقدمه عمن قال بوجود جريمة وتراجع ليقول بوجود شبهة جريمة عمن انتظر قرار الحفظ ليفصح عن وجود ادلة دامغة، كل هذولا صادقين ونحن الوحيدون اللي تشتمون وتسبون فينا ليل نهار، والله عجيبة!

المحامي نواف سليمان الفزيع
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.