قرأت روايتين مرشحتين لجائزة البوكر العربية لهذا العام، وهما من الروايات التي وصلت إلى القائمة القصيرة والتي تأتي بعد غربلة الروايات المعروضة على اللجنة المختصة بالفرز والانتقاء.
والروايتان هما «القندس» للروائي السعودي المبدع «محمد حسن علوان»، أما الثانية فهي «ساق البامبو» للروائي الكويتي المبدع «سعود السنعوسي» والذي تشرفت وعلت قامتي بقراءة روايته تلك التي شحنتني بكثير من العاطفة وبشيء كثير من الألم.
وأسجل هنا انطباعي كقارئ لتينك الروايتين اللتين شدتاني إليهما وتنازعتا إعجابي.
ولقد سبق لي قراءة «محمد حسن علوان» في ثلاث من رواياته كانت أولاها «صوفيا» فاكتشفت أنني أمام ساحر لغوي وشاعر مدرار ينثر دررا لغوية عفو الخاطر، وينقل قارئه من دهشة إلى أدهش.
كاتب يثرثر جمالا لا توقفه سدود، متفلت بلا زمام، وكأنما اللغة لعبته الصغيرة. وأصابتني الدهشة كيف أن كاتبا مثل هذا الساحر اللغوي لم أقرأ عنه ـ قبل معرفتي بروايته ـ حرفا واحدا ولم تذكره الألسن بعبارة حامدة أو حتى جامدة، وحتى معرفتي به كانت من باب المصادفة البحتة، فأنا لما امتدت يدي وتناولت روايته على ظن مني بأنها للصديق الروائي السعودي « محمد علوان» حتى عرفت فيما بعد أن «علوان» هذا غير «علوان» صاحبي.
أما «سعود السنعوسي» فهي المرة الأولى التي أقرأ له فيها، وشدني في «ساق البامبو» حتى غدوت معه ساقا بلا جذور مثل ساق البامبو التي استمد روايته من طبيعتها التي تؤمن بتعدد الجذور.
استطاع «السنعوسي» أن يكتب باقتدار عن مجتمع مجهول، لا بالنسبة لنا نحن الكويتيين وحسب ،بل ربما لكثير من أمم الأرض، فكيف أفلح السنعوسي أن ينقل قارئ «ساق البامبو» ليعيش تفاصيل دقيقة في المجتمع الفلبيني، لا مجتمع المدينة التي يعرفها السياح والزوار، ولكنه توغل في القاع الفلبيني وفي القرى حيث الفقر سيد المكان والناس، وكل شيء رهينته.
هذا سر «ساق البامبو» وهنا تكمن قدرة السنعوسي، ولا أقلل أيضا من تناوله الشأن الكويتي بعين الفاحص والعالم الاجتماعي.
إحدى هاتين الروايتين «القندس» أو «ساق البامبو» هي التي ستفوز بالجائزة وإن كنت لم أقرأ بقية الروايات.
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق