إدارة «الفتوى والتشريع» مثل كل إدارات الدولة، فيها من السلبيات قبل الإنجازات.. مطلوب دعم سياسي وإرادة حقيقية لتصحيح مسار العمل فيها.
أثار التصريح الأخير للمستشار فيصل الصرعاوي، رئيس الفتوى والتشريع، استغراب الذاكرة والأوساط السياسية حين قال «إن الحكم النهائي لمصلحة الفتوى والتشريع بقضية مشروع «الوسيلة» يأتي ضمن سلسلة النجاحات التي حققتها الإدارة بشأن العديد من القضايا والدعاوى». ولعل ما يبرر الاستغراب في هذا التصريح لما فيه من تباه مناف للحقيقة وللدور والمهام الأساسية للإدارة لما يفترض ان تتصف به الإدارة من مسؤوليات في تمثيل والدفاع عن مصالح الدولة في الداخل والخارج، فضلاً عن إصدار الفتاوى التي يمكن أن تسهم في ترسيخ القواعد القانونية من أجل تصويب قرارات أجهزة الدولة.
حقيقة لا أرى أي مبرر لتصريح المستشار الصرعاوي إلا إذا كان الهدف منه محاولة لتلميع نهج مسار عمل الإدارة وطمس الكثير من الإخفاقات والمخالفات القانونية غير الخافية على أحد مما وقعت فيها الفتوى والتشريع وكان لها بالغ الأثر بخسارة الدولة للكثير من القضايا.
وان كان الامر غير ذلك، لكان الاجدر بالمستشار الصرعاوي عدم التباهي والتحدث بشفافية عن الخلل الكارثي في الادارة والاخفاقات التي منيت بها بدلا من التفاخر بحكم واحد دون غيره من جملة الاحكام التي صدرت لمصلحة الدولة مقابل عدد القضايا التي خسرتها الادارة وما آل اليه حال مصير الكتاب رقم 5811 بتاريخ 2011/6/19 الذي وجهه الرئيس السابق رئيس الادارة الشيخ محمد السلمان، شفاه الله، بخصوص تشكيل لجنة التحقيق بخسائر قطاع القضايا وهو ما لم يؤخذ به حتى اليوم الذي يعد محور سؤال برلماني للأخ النائب ناصر المري.
ان القاعدة القانونية من المادة 18 من قانون الخدمة المدنية تؤكد ان «الاجر مقابل العمل» اي ان ما تقوم به الادارة من عمل هو من صلب الاختصاص والمهام وليس نجاحات للتباهي بها صحفيا. ادارة الفتوى والتشريع لا تختلف عن اجهزة الدولة، ففيها من المشاكل الادارية والتنظيمية لا يحملها «جمل»، لهذا بات الامر ملحا ان تنادي قيادات الادارة لوضع رؤية جديدة تنهض بالإدارة حتى تتمكن من تحقيق المزيد من «النجاحات» والانجازات الملموسة.
فيما لو توافر الدعم السياسي والارادة الحقيقية والوقت الكافي، لتمكن المستشار صلاح المسعد، نائب رئيس الجهاز، من تصحيح مسار عمل الفتوى والتشريع وتحقيق اصلاحات ملموسة.
* * *
• كل الشكر والتقدير لمحقق مخفر الخالدية السيد بسام المشعان على روعة استقباله للمواطنين وذوقه، والشكر موصول للعقيد وليد الغانم في ادارة الجنسية والجوازات على حرصه على تبسيط الاجراءات ومساعدة الكل من دون استثناء.
خالد الطراح
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق