“واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فآلف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا, وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ,كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون” (ال عمران 103).
أعتقد أن تكريس الوحدة الوطنية في مجتمعنا المتماسك تمثل حق الكويت في أعناقنا ككويتيين. فإذا كانت الكويت وطن كل أبنائها وبناتها فهي تتوقع منهم دائماً ترسيخ تآلفنا وتعاضدنا وتلاحمنا كأبناء وطن معطاء لم يبخل على مواطنيه بشيء. فالإنسان السوي والمواطن الكويتي الحق هو من يتذكر دائماً حق وطنه عليه. ولربما تختلف آراؤنا الشخصية ككويتيين حول مختلف قضايانا وتحدياتنا الوطنية, ولكننا نستمر أبناء وطن واحد ننتمي جميعنا بلا استثناء لهوية وطنية كويتية جامعة تعكس أصالة تاريخنا وثوابتنا الوطنية المشتركة, بل لا أعتقد أنني أبالغ إذا أكدت في هذا المقام أن المرتكز الرئيسي والمتطلب الأكثر أهمية في ممارسة المواطنة الكويتية الهادفة يتمثل دائماً في حفاظ المواطنين على وحدتهم الوطنية.
فالإنسان السوي والمواطن الحق هو من يتذكر دائماً حق وطنه عليه, فيخلص له في الانتماء والولاء لثوابته الوطنية, بل أعتقد أن أنصع أمثلة الوفاء للوطن تتمثل في إذكاء روح الوحدة الوطنية في الحياة اليومية وفي المجتمع. فالمواطن المخلص لوطنه ولتراثه الوطني المشترك هو من يعمل ليلاً ونهاراً في بث مزيد من التفاؤل حول ما يستطيع الفرد تقديمه لوطنه, فالوحدة الوطنية هي ممارسات شخصية إيجابية تصب في مصلحة الوطن والمواطن, أي أن المواطن الحق هو الذي يؤمن بمشروعية وبأهمية الوحدة الوطنية بالنسبةالى حاضره ومستقبله وهو من يحاول دائما من دون ملل أو كلل توطيد أواصر القربى والمحبة والتلاحم بين المواطنين.
إضافة إلى ما سبق, تمثل الوحدة الوطنية في الكويت تجربة إنسانية ثرية يشعر خلالها الانسان السوي بالسعادة الحقيقية, فالدعوة الى نشر مبادئ وأهداف الوحدة الوطنية في المجتمع وتكريس الحس الوطني والولاء والانتماء للكويت الوطن تعتبر إنجازات شخصية تأتي بكل ما هو إيجابي. فمن يدعو أبناء وطنه الى التآلف فيما بينهم ومن يحاول قدر ما يستطيع إعلاء شأن الولاء والانتماء للكويت في أفئدة الناس هو من سيحقق المواطنة الهادفة والايجابية. وإذا كانت وحدتنا الوطنية حقا في أعناقنا ككويتيين فهي أيضاً مسؤولية وواجب وطني نبيل يُعلي شأن المواطن الحق في نفسه وفي مجتمعه وفي ضمير وطنه وفي قلوب المواطنين الآخرين. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق