تمعنت في الكلمات التي ألقاها بعض السياسيين «الإخونجية» انتصارا للنائب السابق مسلم البراك بعد صدور الحكم بحسبه مدة خمس سنوات، وهو حكم ابتدائي يتبعه استئناف كما أعلن محاميه عبدالرحمن البراك، ثم تمييز.
تفكرت قليلاً، فاسترجعت شريط الذكريات وربطته بالحاضر، فرأيت منظراً واضحاً.. لكنه بشع قبيح.
كلنا نعلم ان «الربيع العربي» الموعود ليس إلا ربيع الاخوان المسلمين، هم الذين انتصروا في مصر.. او الذين انتصروا على مصر، هم الذين يسعون للانتصار في سورية وليبيا.. وهم الذين يريدون الانتصار في الكويت تحقيقاً للحلم الاخواني القديم بأن تقوم ثورات عربية متتالية تمهيداً لتوحد هذه الدول تحت راية «الاخوان المسلمين».
هل يهدف «الاخوان المسلمون» في الكويت اليوم حقاً للانتصار لمسلم البراك كما يبدو ظاهرياً من كلماتهم واقوالهم وتغريداتهم؟؟، أم انهم يستخدمون ما يحدث وسيلة لتحقيق غاياتهم؟
كلنا نعلم أن الإخوان المسلمين في الكويت طالما قدموا من لا يستحقون الاحترام إلى المناصب العامة والمقاعد البرلمانية، لان مثل هؤلاء هم الأكثر براغماتية وتلوناً وافعوانية، بينما الاطهار منهم تجدهم في العمل الدعوي بعيداً عن قذارة السياسة، وبالتالي فقد معظم السياسيين من الإخوان احترام الناس لهم، ونادراً ما تجد إخوانياً سياسياً يمتلك كاريزما تؤثر في الناس تأثيراً حقيقياً بل على العكس، تجد في كثير منهم ملامح تثير مشاعر عدم الارتياح والارتياب، إلا من رحم ربي، وما داموا بلا شخصية كاريزمية قادرة أن تحرك الجماهير لا يمكن لهم أن يقودوا الكويت نحو الفوضى والخراب لبلوغ مقعد الحكم فيها مستندين الى قدراتهم الذاتية، وهنا يثور السؤال..
«ما الحل»؟؟..
الحل في الكويت هو في التشبث بكاريزما النائب السابق مسلم البراك التي بناها بناءً تراكميا بعد سنوات طويلة من التعامل النقابي والسياسي والاجتماعي والتشريعي مع الناس الذين أحبوه ووثقوا فيه، واستخدام حب الناس له واحترامهم له واستثارة مشاعرهم المتعاطفة معه آملين ان يقدموهم قرابين على مذبح امارة الاخوان المسلمين.
نعم.. مسلم البراك رغم انه كان عدوهم بالأمس القريب.. «والداو» تشهد، هو اليوم ضالتهم المفقودة وأملهم الوحيد، يعوضون به افتقادهم للاحترام والكاريزما، لذا تراهم لا يفزعون له حباً فيه، ولا احتراماً للدستور، بل هم سعداء بحكم الحبس الصادر ضده، بل هذا هو المطلوب تماماً بالنسبة لهم، لماذا؟.. لأنه مدخلهم الحقيقي لمحاولة خلق الفوضى، وبالتالي يتجدد الأمل في امكانية بلوغ غايتهم بعد وقوع الشغب واشتعال النيران بين أبناء الشعب الواحد، وانفلات زمام الأمور، فهنا فقط سوف يتهيأ الجو الملائم لهم للانقضاض على كرسي الحكم.
٭٭٭
في غير الجرائم الجنائية عموما، وفي قضايا الرأي أو القضايا ذات الطابع السياسي خصوصا، لا أتمنى أن تأخذ احكام الحبس طريق التنفيذ إلا بعد الانتهاء من جميع درجات التقاضي وصولا الى محكمة التمييز، ولا اعلم لماذا لا نقتدي بتشريعات مطبقة في دول اخرى وتأخذ فيما يسمى «الاشكال بالحكم الجزائي».
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق