مبارك الهاجري: واحد… شاي

أخذ يرتشف الشاي وتعلو محياه ابتسامة عريضة، وبدأ حديثه معددا مناقب حكومتنا ومآثرها الطيبة، قائلا لن نتجنى على حكومتنا العزيزة، فقد استطاعت وبفترة زمنية قياسية تحقيق ما عجز عنه الآخرون حتى بات اسمها رديفا للنجاح في كل مجال، أنظر رعاك الله، أوضاع البلد مية مية، كل شيء متوفر من الإبرة إلى الطائرة، وبأسعار زهيدة بل وأقل من أسعار سوق الجمعة!
ولدينا جامعات من أعرق الجامعات في العالم، لا علاقة لها بجامعات الفيليبين والهند وبلغاريا، ولدينا برلمان من أقوى البرلمانات التي مرت في تاريخ الكويت الحديث يُشار إليه بالبنان وقوة الإرادة، مجلس إنجاز، استجواباته مؤجلة حتى إشعار آخر!
ولدينا ما نتباهى به منذ أن أبصرنا على وجه الأرض، ألا وهو صندوق، عين عذاري، الذي أعطى ما لم يعطه أحد من العالمين، وبأقساط ميسرة وفوائد مخفضة، كريم مع الغريب بخيل مع القريب، الحجة جاهزة، الصندوق أنشئ لغيركم!
حكومتنا يا أخا العرب، لديها ما يجعلك تصاب بالذهول، خطط خمسية وعشرية ومئوية واستراتيجية، سأعطيك مثالا واحدا على يقظتها ووعيها، لديها خطة طوارئ لمواجهة أية أضرار قد تصيب المفاعلات النووية الإيرانية، وما قد ينتج عنها من تسرب يلوث الماء، والهواء واليابسة!
ولديها أيضا، جيوش جرارة من المستشارين، معظمها لم يسمع بالديموقراطية في حياته، دخل البلد وشمّ النسيم، عفوا، شمّ الحرية بعبقها الفواح، ورغم ذلك أبى إلا أن يعطي رأيا نحيسا في كيفية التضييق على الحريات بمختلف صورها وأشكالها، حتى بدا قانونهم كدستور تأخذ به حكومة التخبطات السبعة!
تبا لكم يا بني يعرب، لا رأي حصيف يُهتدى، ولا مشورة تُرتجى، هكذا أنتم عالة على مجرة درب التبانة، العالم ذهب بعيدا إلى الديموقراطية، واحترام حقوق الإنسان والحريات، وأنتم ما زلتم في ذيل الركب… تبا لكم مرة أخرى… واحد شاي!

مبارك محمد الهاجري
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.