مثل الثعبان الذي لم يُخرج كل سمومه ظهر وزير خارجية العراق الأسبق طارق عزيز ليمارس هوايته التي اعتاد عليها عشرات السنين: الكذب والتزوير وتحريف الحقائق، فمن شبّ على شيء شاب عليه، فكيف بمن شبّ وشاب واحترق في ذلك؟ عزيز الذي أذله الله -سبحانه- في الدنيا، ظهر في مقابلة «العربية» يحاول قلب الحقائق كعادته، فيتكلم عن رئيسه السابق وشريكه في كل الجرائم ضد العرب والمسلمين صدام، ليصوره للعالم كالإنسان السوي الذي يدير نظاما محترما، لا كواقعه الحقيقي، انه جزار قاتل من الدرجة الأولى يدير زمرة من العصابة الإرهابية، وطالما سالت تحت ذمته، هو وقرناؤه من حزب البعث الهالك، دماء آلاف العراقيين والعرب والمسلمين، وهو يضحك ملء شدقيه.. من أكاذيب عزيز ادعاؤه أن كل العرب وقفوا ضد الكويت وأن الأمة العربية تكره الكويت، ويبدو أنه، كعادته، تناسى موقف الدول العربية المساندة للكويت وعلى رأسها دول الخليج، كما أنه تغاضى عن ذكر عشرات الدول الآسيوية والأفريقية والغربية التي وقفت موقفا صلبا مع الكويت ضد العراق وهزمته هو شخصيا (عزيز) شر هزيمة من منتديات مجلس الأمن، عندما وقف ممثلو العالم احتراما وإجلالا للشيخ جابر الأحمد -رحمه الله- وهو يلقي كلمة الحق ضد الغدر العراقي سنة 1990.. عزيز الذي حاول التبرؤ من دماء عشرات الألوف من ضحايا سياسة النظام العراقي في عهده يقول إنه لم يقتل شخصا واحدا، لكن يا ترى من دافع عن سياسة القتل العشوائي، ومن زوّر حقائق حروب العراق، ومن تبنّى وجهة نظر المحافل الرسمية سواك يا عزيز، تساهم بكل إجرام في إهلاك العراق وأهله وجيرانه بتأييدك لكل قرارات صدام وحزبه؟
في مقابلته أثبت لنا عزيز أن اعتداء صدام على الكويت لم يكن اعتداء صداميا كما يحاول البعض ادعاءه هذه الأيام، بل هو كان، ولا يزال، اعتداء عراقياً صرفاً من أيام الملكية والجمهورية الأولى، وهذا ما نؤكده أن العراق لم يكن جارا ودودا مع الكويت، وأن المطلوب التعامل مع العراق على هذا الأساس حتى يثبت العكس بالمواقف والأفعال، لا بالكلام والوعود المرسلة.. طارق عزيز لقد عشت محاميا للجريمة والمجرمين، شريكا للظَلَمة والمفسدين، وها أنت تصرّ على كل ما شاركت به، فالحمدلله الذي أعاد لنا حقنا وحرر وطننا وأظهرك لنا مثل رؤسائك ذليلا مقهورا تنتظر الموت.. والله الموفق.
وليد عبدالله الغانم
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق