يتساءل الكثيرون: ما الذي يحدث في الكويت؟ هل هو امر طبيعي ام غير ذلك؟
في الدول الديموقراطية والتعاطي مع الأحداث السياسية لا بد ان تكون هناك اجتهادات عديدة ووجهات نظر وانتقادات ومعارضة.
المهم في الانظمة الديموقراطية ان يكون دور السلطة القضائية بارزاً وحاسماً في الكثير من الاحداث. فسواء المحاكم بدرجاتها العادية او المحكمة الدستورية التي توضح الكثير من الملابسات وتحل العديد من الصراعات بين الاطراف، فإن هذه السلطة يكون لها دور مهم في النظام السياسي الذي يتخذ من الديموقراطية منهجا.
فما يحدث في الكويت من خلافات أو صراعات لا يحل بالعنف او المعارك، ولكنه يحل عن طريق القضاء، وهذا هو افضل انواع الحلول لمشاكل اي مجتمع ولأي صراع بين السلطات الثلاث او بين الافراد.
ومع معرفتنا بأن جانباً ليس هيناً من افرازات ما يسمى بالربيع العربي وانعكاساته السلبية سيكون للكويت نصيب منها كما هي الحال في اغلب الدول العربية، الا اننا وبما نملكه من نظام ديموقراطي، يمكنه ان يمتص هذه الافرازات، ويتفادى تلك الانعكاسات السلبية، لأنه مجتمع قام على اساس وجود دستور ينظم العلاقة بين الافراد وبينهم وبين السلطات، وان لجوء المتخاصمين الى القضاء لهو أمر مطلوب ومؤشر على قبول الجميع للاحتكام الى غير العنف.
وبالتالي فإن لجوء البعض الى العنف والتخريب والفوضى سيكون عملاً شاذاً وغير محبوب، وبالتالي سيصبح معزولاً عن الساحة السياسية، وان الشعب بهدوئه وتعامله الراقي مع الاحداث وتجنبه العنف سيعزل من تسول له نفسه العبث بالمجتمع وبنسيجه المتماسك.
وهذه اهم ايجابيات نظامنا الدستوري الذي يعتمد على فصل السلطات وتعاونها فيما بينها.
فمن لا يرتضي السياسة حلاً له سيجد القضاء هو الحل الشافي لكل طموحاته الخاطئة، آملين ان تتبلور الاحداث الاخيرة عن تعقل في التصرفات وقبول بالدستور وتعاون مع الجميع، لما فيه خدمة الوطن والمواطنين.
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق