أكد وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود ان الاعلام ومجالاته ووسائله من أهم أدوات العصر التي تتطلب وعيا وفهما وسعيا لمواكبتها من أجل تنمية المجتمع العربي وتحضره.
وقال الشيخ سلمان الحمود في افتتاح الدورة الثالثة من ملتقى الكويت الاعلامي للشباب أمس، ممثلا راعي الملتقى سمو أمير البلاد ان اعداد الشباب في المجال الاعلامي والمعرفي اليوم أصبح «مسألة ليس فيها نقاش ولا جدال، لانكم ستتحملون غدا أمانة أوطانكم، وانتم من تصنعون التطور وتبنون المؤسسات وتحافظون على لحمة المجتمع».
مرتكزات
وشدد على عدة مرتكزات أساسية للعمل الاعلامي، منها «ان الاعلام مهنة شرف وأمانة وان الأولوية في العمل تكون للمصلحة العامة ولخدمة المجتمع وضرورة التسلح بالعلم والمعرفة، وسبر أغوار التكنولوجيا الحديثة التي أخذت مكانها في عالمنا الآن، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من ممارساتنا اليومية». وبين الشيخ سلمان في الملتقى الذي يقام على هامش الملتقى الاعلامي العربي في دورته العاشرة الذي ينطلق مساء اليوم برعاية سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء ان «الاعلام جزء اساسي من تقدم الغرب علينا».
وأضاف ان الديموقراطية والازدهار الاقتصادي والثقافي لا يمكن أن يتحققا مادامت الحرية الاعلامية يفهم منها فتنة واشاعات، والاعلام الرسمي يفهم منه تعتيم وتلقين، وحرية التعبير يفهم منها ترهيب وتخوين.
أمل
وأعرب عن الامل في أن يقود الصحافيون الشباب الرأي العام والشباب العربي «نحو قيم المبادرة والانفتاح والتضحية والاحترام، بعيدا عن التعصب والاستسلام» مشيدا بمبادرة الملتقى الاعلامي العربي بالاهتمام بالشباب «التي تسعى لإخراج مكنون الشباب العربي من طاقات وابداعات وتعمل على تأصيل قيم العمل التطوعي في نفوس أبنائنا وبناتنا». ونقل الشيخ سلمان الحمود الى الحضور تحيات وترحيب حضرة سمو أمير البلاد الذي يشمل برعايته الكريمة الملتقى الاعلامي للشباب، مؤكدا حرص سموه على تواصل الأجيال ونقل الرسالة الاعلامية الايجابية جيلا بعد جيل.
وتحدث الشيخ سلمان الحمود خلال الجلسة الحوارية الاولى للملتقى، مؤكدا ان قضية الاعلام مهمة جدا، لانه من غير الممكن ان تنجح اي قضية من غير دعم اعلامي مناسب، معتبرا جمع حقيبتي الاعلام والشباب سويا خطوة مميزة من سمو رئيس مجلس الوزراء، مضيفا ان هناك قطاعات مهمة للتوعية الشبابية، ارتكزت على الاعلام الحديث لاعداد اعلاميين لدعم المشاريع الشبابية التي ستقدمها وزارة الدولة لشؤون الشباب.
وأكد الحمود ان الاعلام التكنولوجي لا يزعج الوزارة، لكن هناك ضرورة لتنظيم هذا الاعلام لتحقيق المطلوب منه، لافتا الى ضرورة التمييز بين الاعلام التكنولوجي المهني والاعلام الشخصي الذي يسبب المشاكل، مما يدعو الى تطبيق قانون الجزاء في بعض دول العالم، خاصة عند التدخل في حرية الاخرين، مشيرا الى ان بعض مستخدمي التكنولوجيا في الاعلام من صغار السن، وذلك يتطلب وضع تشريعات خاصة تحدد من يستخدم هذه التكنولوجيا.
تجميد «الموحّد»
وعن دور الاعلام خلال المؤتمرات والملتقيات، اكد الحمود ان دوره يكون من خلال التنمية لإفراز اشخاص ناجحين، لافتا الى انه لا يمكن ان يكون لدينا اعلام منفرد، بل يجب ان نعلم اننا مسؤولون عن اعلام هادف وقادر على تحقيق اهدافه، مضيفا ان قضية التسويق الاعلامي لمشاريع التنمية، تتطلب من المسؤولين في الدولة طرح مشاريعهم ومناقشة الرأي العام لها، وتسويقها بالشكل الذي يرونه مناسبا، معتبرا ان اختزال الاعلام الرسمي بالاخبار فقط غير صحيح، كما ان الاعلام الخارجي له دور من خلال مشاركات خارجية، موضحا ان المفاهيم الاعلامية بحاجة الى تطوير حتى نعي الرسالة المطلوبة منها.
وحول آخر تطورات قانون الاعلام الموحد، قال الحمود: ان مشروع القانون هو محل تقييم الان لدى الحكومة، وكما ذكر سمو رئيس مجلس الوزراء، انه لن يكون هناك اي تشريع لا يحقق تطلعات الاعلاميين في الحاضر والمستقبل ويعزز المسؤولية الاعلامية، مؤكدا حرص الوزراة على هذا الجانب، وكلنا ثقة بان نصل الى تعديلات في المرحلة المقبلة لنحقق تطلعات الجميع لدعم الاعلام الكويتي، خاصة الاعلام الالكتروني الذي تنقصه التشريعات.
واوضح الحمود ان الوزراة تنتظر الملاحظات حول القانون الموحد، من خلال لقاءات مع المعنيين، لتحديد الخطوات التي سنتخذها في المرحلة المقبلة، ونحن بحاجة الى قوانين تشريعية للاعلام الكويتي الالكتروني.
تقييد الحريات
وشدد على ان الوزارة لا تسعى الى تقييد الحريات، لافتا الى ان سمو رئيس مجلس الوزراء لاحظ ضرورة التريث في هذا القانون، مشددا على ان القضاء يدعم الاعلام، وان مئات القضايا التي تنظرها المحاكم لم تحكم في حالة واحدة بالحبس، وهذا يحسب للقضاء، مشيرا الى وجود قضايا بحاجة للتشريع، خاصة اننا نتطلع لان تخضع وسائل الاعلام للقوانين الاعلامية لا الجزائية.
وبيّن الحمود ان قضية الرقابة على النصوص موجودة، لافتا الى ان بعض النصوص قد لا تكون ملائمة لطبيعة المجتمع الكويتي، موضحا ان القانون الجديد للنصوص الدرامية جعل المدة شهرا واحدا لاعتماد العمل، مؤكدا ان تقدم الاعلام الخاص يعني تقدم الدولة، فيما اغلب العناصر الخبيرة في الاعلام الخاص هم من مخرجات وزارة الاعلام. واعتبر ان الاعلام الجديد فرض نفسه بقوة، وهو بحاجة الى ثقافة وتوعية لبث القيم لدى مستخدميه، لافتا الى انه يشبه الطريق السريع، لانه مفتوح لكل شيء، لذلك يجب خلق ثقافة للاعلام المسؤول ولا يمكن تجاهله، مضيفا ان التعامل معه ليكون اعلاما صادقا، مشددا على ضروة تطوير التشريعات بحيث تتأقلم مع الاعلام الجديد.
واكد الحمود ان الكويت قدمت مشروعا لتنظيم الاعلام المهني الالكتروني الذي قد يتحقق الهدف منه، موضحا ان الاجتماع الاخير الذي عقده سمو رئيس الوزراء مع رؤساء تحرير الصحف المحلية تضمن اجماعا على ضرورة وجود تشريع ينظم الاعلام الالكتروني، معتبرا ان الاعلام الشخصي لا تمكن السيطرة عليه.
وحول امكانية دمج وزارتي الاعلام والشباب في وزارة واحدة قال ان دعم الشباب يتطلب وزارة خاصة بهم لانهم اشمل من الرياضة، معلنا ان مجلس الوزراء قدم دعما كبيرا لوزارة الشباب وتم اعتماد هيكل الوزارة ورصد لها ميزانية بصفة عاجلة لتطوير خطط الدولة في ما يتعلق بالشباب، وستشهد تطورا ملوسا.
تطلعات التنمية المنشودة
قال مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين ان الشباب هم المرتكز الأساسي لبناء المستقبل «ومن خلالهم نستطيع ان نحقق تطلعات التنمية المنشودة التي يمكن ان تنهض بنا اقتصاديا وعلميا واجتماعيا». وشدد الدكتور شهاب الدين على أهمية تحفيز الشباب «خصوصا في هذه الفترة التي تشهد تغيرات جذرية، وكون الشباب هم الشريحة الأكبر في البلدان العربية وتتخطى نسبتهم الـ 50 في المائة من المجتمع الكويتي».
تغيير الرأي العام
شدد نائب رئيس جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا الدكتور صباح القدومي على ان للاعلام القدرة على تغيير الرأي العام في المجتمع وميوله سلبيا وايجابيا، مؤكدا أهمية المؤسسات الأكاديمية في اعداد الاعلاميين القادرين على قيادة الفكرة والسلوك والذوق والتأثير الايجابي في المجتمع الذي يعيشون فيه.
الحوار هو الهدف
بين الأمين العام للملتقى الاعلامي العربي ماضي الخميس ان الملتقى يهدف الى التحاور والتبادل في الآراء حول الإعلام وصناعته، مؤكدا أهمية «تأهيل وتطوير وتنمية الاعلام لايجاد كوادر شابة قادرة على التعاطي مع المستقبل بفاعلية، ومسلحة بإمكانات تأهيلية تمكنها من تحسين جودة أداء الاعلام والعاملين فيه».
«الإعلام والسلام»
يفتتح سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء اعمال الدورة العاشرة من الملتقى الاعلامي العربي «الإعلام والسلام»، المقامة في فندق كويت رينجسي تحت رعاية وحضور سموه في تمام الثامنة من مساء اليوم.
وسيشهد حفل الافتتاح تكريم الحاصلين على الجائزة العربية للابداع الاعلامي، كما سيتم الاعلان عن عاصمة الاعلام العربي، التي ستستضيف هذا الحدث للعام 2014/2013.
تكريم
كرّم ممثل راعي الحفل الشيخ سلمان الحمود ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون البلدية الشيخ محمد عبدالله المبارك مع الامين العام للملتقى ماضي الخميس عدداً من الاعلاميين البارزين خصوصا في مجال الاعلام التلفزيوني من الوطن العربي والشركاء الاستراتيجيين للملتقى.
قم بكتابة اول تعليق