كتلة للعمل الشعبي، هي فكرة طرحها المحامي محسن المطيري في إحدى مقالاته في جريدة الطليعة منذ أمد طويل، ولم يتوقع أن تتحول تلك الفكرة إلى عبء على المشهد السياسي فيما بعد، لكنه كان يرى فيها وكذلك نحن إحدى تلك الأفكار الجميلة التي جاد بها علينا بوعزيز، هي وأختها فكرة جمعية الدفاع عن المال العام، لو استغلت الاستغلال الأمثل، لكن هواة السياسة عبثوا بها.
قبل تلك الفكرة كان الشباب يبحثون عن شيء ما في مشهد أشبه ما يكون بمشهد النبي إبراهيم عليه السلام ومقاربته مع الكواكب ومع قومه ورموز الوهم التي صنعوها، وأسبغوا عليها شيئا من القدسية، وتلك لم تكن أصناما مجردة كما يعتقد البعض بل هي تجسيد لشخوص بادت واحتفظوا بذكرها اعتقادا منهم أنها غير قابلة للتكرار فعبدوها.
في الشرق المشهد يتكرر في كل مرة، ليس هناك تغيير يذكر رغم كل تلك المحاولات لإخراج الناس من أجواء فكرة تقديس الفرد، والاعتقاد أن لا خلاص من آلامهم إلا بوجود ذلك الفرد في حياتهم، ومن تلك المحاولات كانت فكرة كتلة العمل الشعبي، لكنها كما الحال دائما ارتدت على ذاتها وتقمصت فكرة الفرد مرة أخرى.
كتلة العمل الشعبي هي الفكرة الثانية في تاريخ البلاد بعد فكرة المنبر الديمقراطي، التي أصابها ما أصابها من مؤامرات من القريب ومن البعيد أيضا، أدت إلى إضعافها ثم تجميدها، وضمت في عضويتها جميع مكونات المجتمع الكويتي وكافة مناطقه، ولم يغب عنها أحد فكانت بحق نسخة مصغرة من ذلك المجتمع.
كتلة العمل الشعبي كان من أعضائها البارزين سيد عدنان عبدالصمد وأحمد لاري ود.حسن جوهر، لكنها تخلت عنهم عند أول «محك» في انتهازية واضحة لا تعبر عن نقاوة الفكرة الأولى، كما كان من أعضائها البارزين سيد حسين القلاف، وقد تخلى عنها عندما لمس «شخصانية» في عملها، وبذلك خسرت شريحة هامة من شرائح المجتمع.. فماذا حل بها؟!
هذا السؤال حاولت أن أبحث له عن إجابة، وقد تمكنت من معرفة ماذا جرى بعد تتبع مسارها منذ ولدت كفكرة في ذهن بوعزيز حتى تخلى عنها أعضاؤها وأصبحت مجرد أثر بعد عين، عثرت على حزمة من الحقائق لكنني لن أستطيع الكشف عنها في مقال، فالحقائق أكبر من أن يحتويها مقال، وستكون كل تلك التفاصيل في كتاب أعكف هذه الأيام على كتابته، بعد أن جمعت كل ما يتعلق بمضمونه.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق