مسلم البراك، ربما من حيث لم يقصد او لم يتعمد الاساءة. لكن الواقع هو الآن قد اوجد ثقافة تدميرية خطيرة وهي التمرد على القوانين والاستخفاف باحكام القضاء.
فوقف نفاذ الحكم بالسجن الصادر عليه من المحكمة الاولية وخروجه بكفالة مالية من محكمة الاستئناف، هذا لا يعني ولا ينبغي تعلله انتصارا للعدالة او انتصارا للقوانين، فالمحكة التي اصدرت بنفاذ السجن لم تكن خصما منحازا او مفتقدا للعدالة، فنزاهة القضاء الكويتي كان دائما مضرب الامثال، فلماذا توافرت العدالة في كل المحاكمات ولم يتم توافرها في محاكمة مسلم البراك؟ وعليه فادعاء البراك بعدم توافر العدالة والنزاهة في سياق محاكمته هو تهرب وزعم يفتقر للدليل وهو بقصد تعطيل نفاذ الحكم.
السيد محمد عبدالقادر الجاسم المحامي الذي يترأس فريق المحامين المدافعين عن مسلم البراك وهو في الوقت نفسه نسيب مسلم البراك، اي ان ثمة مصاهرة وقرابة تجمع الرجلين، وللسيد الجاسم تجربة سابقة في المحاكم، لكنه عندما صدر عليه الحكم بالسجن تجاوب مع السجن وارتدى ملابس السجن وحلق شعر رأسه وسيق الى قاعة المحكمة في ملابس السجن وادخل المستشفى كذلك بملابس السجن لكنه لم يتكابر او يتمرد او يرفض السجن او ملابس السجن كما فعل مسلم فهل تهرب البراك وتعلله باعذار واهية بغية الاطالة وعدم نفاذ السجن؟ هل كان ذلك من نصيحة قانونية او عاطفية من السيد الجاسم ومن فريق المحامين ام غير ذلك؟
ربما قد يتصور او يتوهم مسلم البراك انه قد انتصر على المحاكم وعلى حكم السجن وعلى الدولة وعلى خصومه السياسيين والشخصيين بالهروب من الخضوع لحكم المحكمة، لكن الواقع ليس كذلك. فهو قد اوجد ثقافة وهي رفض احكام القضاء والتمرد على القوانين والتشكيك بنزاهة القضاء وهذا قد ينسحب على جميع احكام القضاء من قضايا الرأي او القضايا السياسية او جرائم القتل والمخدرات والسرقة، فالتهرب والتمرد على القوانين والعدالة صارت ثقافة بادعاء ضمير الامة..!!
ماذا لو اصدرت محكمة الاستئناف تجديد سجن البراك، بل بالتشديد في الحكم؟ فهل يتهرب ضمير الامة ويرفض تنفيذ الحكم؟ سؤال نوجهه لمسلم البراك ولفريق المدافعين عنه.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق