مضاعد «عكرف لوي» هي نوع من الحلي الكويتية القديمة وسميت بذلك لأنها مصوغة بطريقة معقوفة وملتوية، والأرجح أن هذه اللفظة مأخوذة من اللهجة العراقية، وهذه اللفظة لاتزال مستخدمة هناك حتى وقتنا الحاضر. وتعبير «عكرف لوي» أصبح يطلق على من يحتال في الوصول إلى شيء بغير الطرق المتعارف عليها، وجدت أن من المناسب وصف التعديل الذي تقـدم به 31 نائبا لتعديل المادة (79) مـن الدستور بأنه تعـديل «عكرف لوي»، النواب «الإسلاميون» عندما أدركوا أن باب تعديل المادة الثانية من الدستور مغلق تماماً -لأن تعديلها سوف يلغي عملياً المادة الرابعة من الدستور التي تُعنى بتوارث الإمارة- حاولوا الدخول من نافذة المادة (79) من الدستور، ولكن هذه المحاولة تم إجهاضها أيضاً برفض سمو الأمير للتعديل.
حسناً فعل سمو الأمير برفض طلب تعديل المادة (79) من الدستور، وهو المقترح الذي يهدف لاشتراط توافق التشريعات الجديدة مع أحكام الشريعة الإسلامية، لأن الهدف من التعديل ليس أسلمة القوانين كما قد يزعم مقدموه، ولكنه في حقيقته محاولة لتغيير هوية الكويت من دولة مدنية إلى دولة دينية.
لو رجعنا للمطالبات بأسلمة القوانين من قبل أعضاء مجلس الأمة لوجدنا أنها بدأت في عام 1973 بالمطالبة بتعديل المادة الثانية من الدستور، واستمرت هذه المحاولات مع كل فصل تشريعي لمجلس الأمة وصولاً إلى مجلسنا الحالي.
كان بإمكان النواب المطالبين بتعديل المادة الثانية والمادة (79) إقرار قوانين تتوافق مع الشريعة الإسلامية كما ورد في المذكرة التفسيرية للدستور، بدلاً من الإصرار على تعديل الدستور نفسه، ولكن بالإصرار المستمر على تعديل الدستور يتضح الغرض من طلب التعديل، فالهدف ليس أسلمة القوانين وإنما محاولة فرض رؤية معينة على المجتمع، وهنا يكمن الخطر الحقيقي في مثل هذا التعديل، وأوضح دليل على أن الهدف من هذه التعديلات ليس أسلمة القوانين وإنما مآرب أخرى أن قانون الزكاة الذي أقر قبل سنوات نص على أن نصاب الزكاة 1 بالمئة بينما المعلوم أن نصاب الزكاة في الشريعة الإسلامية 2.5 بالمئة.
إذا كان 31 نائبا هم من تقدموا بطلب تعديل المادة (79) فإن قسما من هؤلاء يعلمون استحالة الموافقة على هذا التعديل، ولكنهم وقعوا من باب إبراء الذمة، وقسم آخر من النواب وقع مع طلب التعديل مع عدم قناعته به، ولكنه وقع حتى لا يخسر انتخابياً، وبرغم تكرار الرفض فإن هناك من سيعاود الكرَّة لطرح تعديل المادة الثانية، فهو هدف إستراتيجي يسعون له على الدوام وندعو الله ألا يصلوا إليه.
كلمة أخيرة: يبدو أن النائب عبدالله الطريجي متأثر جداً بشخصية المخبر السري في الأفلام الأميركية جيمس بوند، ولذلك فهو يتقمص شخصيته في كل مواقفه وتصريحاته وأسئلته، شخصية جيمس بوند المخبر السري النزيه ما تركب على الطريجي، ولذلك نقول له «أركد شوية».
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق