يا وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ذكرى الرشيدي، ملف تجارة البشر في وزارتك أو ما يسمى «الإقامات» يتضخم ويزداد حجمه يوما بعد يوم، وفي الفترة التي تسلمت فيها أعباء الوزارة ازداد هذا الملف تضخما، وفتح الباب على مصراعيه، وأصبح «سماسرة» تلك التجارة البشعة «يدللون» بشكل علني، فما الذي يجري؟!
تعهدت عند تسلّمك مسؤوليات الوزارة بتنظيفها من تجارة البشر والمافيات التي تسهل وتتواطأ على مثل تلك التجارة، ولم تمض أيام حتى تهربت من هذا التعهد، ثم نقل عنك اعترافك بوجود عمالة فائضة لا تحتاج إليها البلد، وسيصدر قرار بترحيلها، ولم تمض أيام حتى نقل عنك نفي هذا الاعتراف، وكأنما هناك من «يقرع» خلف الكواليس، وهناك من يستجيب لهذا «التقريع».
«قلنالك ما تقدرين»، و»عظمك طري»، أمام تلك المافيا التي تدير نواب ووكلاء وزارات ووكلاء مساعدين ومدراء وحتى رؤساء أقسام، هي بالضبط حكومة داخل حكومة، وهي بالضبط «ورم» خبيث لا يستطيع أن يقتلعه إلا من كان صلبا جادا، وليس من يخاف العاصفة ويتراجع كلما أشارت له تلك المافيا وهددته.
يا ذكرى أنت وزيرة منتخبة، وقد رفعت شعار الإصلاح، وبين يديك الآن أهم ملف فساد في تاريخ البلد قاطبة، ومع ذلك ترددت وعجزت عن المساس به، رغم كل تلك التبعات على الوضع الداخلي وعلى الشأن الدولي، من ناحية إغراق البلد بعمالة هامشية أغلبها مخرجات السجون والإجرام في بلادها، ومن ناحية الإساءة لسمعة بلد، ليس بحاجة لمثل تلك العمالة، في الخارج.
الآن ليس أمامك إلا الإصلاح أو الرحيل، وأول خطوة في ملف الإصلاح في وزارة الشؤون هو ملف الإتجار بالبشر، وما لم تبدئي بهذا الملف الذي استعصى على كل وزراء الشؤون، ويمكن أن نجد لهم مبررا في ذلك، فهم ليسوا وزراء منتخبين ولم يرفعوا شعار الإصلاح في حملاتهم الانتخابية، فالرحيل أجدى، ومادمت عجزت أن تكوني شجاعة في المواجهة فليكن لديك الشجاعة على الرحيل.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق