استوقفتني جملة عظيمة قالها شباب الكويت الواعي والذي نرى من خلاله كويت المستقبل الجميل.. وهو امتداد لكويت الماضي الاجمل.. مرورا سريعا لفترة امتدت بضع سنوات كاد يضيع فيها هذا الماضي الجميل ويتوه منها جمال المستقبل المنتظر.. دون التوقف عند هذه السنوات التي بهت فيها هذا الجمال.
في لقاء ضمن سلسلة لقاءات تتبناها القبس في خطوة رائعة مع شباب الكويت.. اتفق هؤلاء الشباب كلهم على ان تسييس المجاميع الشبابية التطوعية امر مرفوض.. لأن عملهم تطوعي وانساني بالدرجة الاولى.
وأعرب البعض من هؤلاء الشباب في لقاء موسع معهم عن قلقهم بان غالبية المشاكل التي يعانون منها مشاكل مادية.. في الوقت الذي يبحث الرعاة غالبا عن مصالحهم.. مستنكرين ذلك لان الغرض من العمل التطوعي هو غرس ثقافة العطاء دون مقابل.. وهذا بالضبط ما يؤكد ما تناولته أكثر من مرة عن ضرورة ان تبدأ وزارة التربية بغرس هذا المفهوم الراقي في نفوس ابنائنا منذ السنوات الاولى من حياتهم المدرسية.. وقد يكون من سنوات الروضة ليتعرف الطفل الى العمل التطوعي مع نعومة اظفاره ويعرف اهمية مساعدة الآخرين دون أي مقابل.
ومن المؤكد ان هؤلاء الشباب يحاولون جاهدين النأي عن أي صراع مجتمعي قد يفرض عليهم لاستغلال حاجتهم التمويلية.. وانهم يبذلون جهودا صعبة لتجاوز أي خلافات تخلقها أي تطورات سياسية في هذا البلد الذي انقسم اكثر من مرة بين مؤيد ومعارض.. وما جره ذلك من تطاحن ترك وراءه احقادا وبغضاء وكراهية اساءت للمجتمع اكثر مما افادت.
ولاننا نعلم كلنا ومؤمنون.. بان الاختلاف في الرأي يجب ألا يفسد الود والحب بيننا أبداً.. فيجب ألا تتلوث جهود المجاميع الشبابية الرائعة التي تعمل تطوعا وحبا لهذا الوطن.. لا ان تطولها أي نقطة من ترسبات هذه الاختلافات بغض النظر عن نوعها وتوجهاتها.. ولا بد لكل هؤلاء الشباب ان يرفضوا بصوت واحد أي محاولة للنيل من عرقهم وتعبهم في سبيل فرض توجه أيا كانت هويته.. فالعمل التطوعي نقي ولا بد ان يستمر كذلك.
هذا كله يتطلب ان تكون هناك جهة مستقلة تأخذ على عاتقها تقديم المساعدة للجهود الشبابية الجادة لتساعدها على المضي قدما في مشاريعها التنموية أو التوعوية دون ان تضطرها الظروف اما للانجراف في طرق لا تريدها فتفرغ من محتواها النقي الذي قامت من اجله.. أو ان تتوقف لتعذر المضي قدما بسبب أي عجز مالي أو غيره من صعوبات.
حتى ننجح في مشاريعنا التنموية لا بد ان نساهم وبكل قوة في تنمية المواطن الكويتي من خلال تنمية روح العطاء والمبادرة التي نراها وبكل قوة موجودة في شريحة واسعة من شبابنا من الجنسين والحمد لله. الامر الذي يحتم علينا تشجيعها بقوة.. فهؤلاء هم من يجب ان نضيع الوقت والجهد والمال عليهم.. وهم من يستحقون ان ننشغل بهم على المستويات كافة كما انشغلنا عندما ضاع القانون وكسرت هيبته على يد شباب اشاع الفوضى في البلد وخرج معترضا على تطبيق القانون في استهتار واضح وبلغة غريبة على مجتمعنا.. حرق وكسر وحطم في تحد صارخ لكل ما يمت الى القانون بصلة.. في وضح النهار بقيادة رموز ساهمت للاسف في ايصالهم الى هذا المستوى من التحدي السلبي الذي لا يخدم مجتمعا ولا يبني اوطانا.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق