عندما تقرأ بيان الشيخ أحمد صباح السالم أو تصريحاته خلال اليومين الماضيين، لا تستطيع أن تمنع عقلك الباطن من استحضار المثل المحلي الدارج «عاجب الشتاء بزربولة» ولعمرك فإن ذلك المثل ينطبق بقضه وقضيضه، أي بكل حرف فيه على مضمون ذلك البيان أو تلك التصريحات، لكونك لا تجد ما يربطها بالواقع.
الشيخ أحمد صباح السالم لم يسمع به أحد إلا قبل خمس سنوات بالتحديد، في لقاء مقتضب نشر في إحدى الصحف، فقد ظل طوال حياته منشغلا بأعماله الخاصة وهواياته ولم يكترث يوما ما بما يجري على صعيد السياسة، لكنه فجأة ودون مقدمات بعد كل تلك السنوات الطوال من السبات أحس ـ كما يبدو لي ـ أن البلد بحاجة له وليس أمامه سوى تلبية نداء الوطن.
نقول لأبوسطام حللت أهلا ووطئت سهلا، فالساحة السياسية لم تكن يوما ما احتكارا لأحد، بل هي ساحة تزيد من موضوعيتها كثرة الآراء، ومادام الأمر كذلك، فأرجو أن يكون صدرك رحبا لمراجعة مقتضبة لما طرحته في بيانك أو تصريحاتك تحت خيار الرأي الآخر، الذي كرسه الآباء المؤسسون في كل تلك الدساتير التي صاغوها، بدءا من العشرينيات وحتى مطلع الستينيات.
لقد وجهت حديثك لأبناء القبائل ودعوت البقية لاحترامهم، ولا أعرف من تخاطب في ذلك البيان أو التصريح، لكنك كما يبدو لي قللت من شأن أبناء القبائل أنت الآخر، لسببين، أولا: حاولت استخدامهم في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وثانيا: أظهرتهم بمظهر وكأنما هم ضعاف الحيلة ومغلوبون على أمرهم، وفي الأمرين جانبك الصواب، فأبناء القبائل لن يبقوا مخلب قط في خاصرة أحد، كما أن كرامتهم كما هي كرامة أبناء وطنهم محفوظة ولم يستجدوها من أحد.
أبناء القبائل لم يكونوا يوما ما خارج نسيج الوطن، بل هم جزء لا ينفصل عن بقية أجزائه، وهم وإن حاول بعض الطامحين الواهمين أن يستخدمهم إلا أنه أخفق في ذلك، وسيظلون كما هي مكونات المجتمع، تحترم العقد الذي أبرمه الآباء المؤسسون في ما بينهم، وأعني به الدستور، ولن ينحازوا لطرف على حساب آخر، إلا بالقدر الذي يسمح به الدستور.. آمل أن تفهم ذلك!
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق