أعتقد, بل أكاد أجزم أن “صدق الانتماء” للوطن تحدده المبادئ والقيم الأخلاقية والوطنية التي نشأ عليه الانسان منذ الصغر. فمن تعود منذ صغره على الشعور بحس الانتماء لوطنه ولمجتمعه وتعود على ممارسة هذا الانتماء الوطني في حياته اليومية حري به أن يصبح لاحقاً مواطناً حقاً وصالحاً, أي أن ما يميز “صدق الانتماء” وتصرفات الانسان في حياته اليومية وعلاقته العفوية والايجابية غالباً مع وطنه وأبناء وطنه. فإذا نشأ الفرد على الافتخار والاعتزاز بهويته وبولاءاته الوطنية, وإذا ترسخ في قلبه وفي عقله أن لا بديل آخر لوطنه بالنسبة له, فيصبح مواطناً مخلصاً لوطنه ولمجتمعه وسيشعر بالرضى النفسي تجاه ما يمارسه من إيجابية وسلوك وطني بناء يرفع شأن وطنه في قلبه وفي قلوب مواطنيه أي أن “صدق الانتماء” لا علاقة له بما يطلقه البعض من شعارات رنانة يتم نقضها وتجاهلها أحياناً بشكل فج في حياتهم اليومية, بل يتجلى صدق الانتماء بأنه لا بديل آخر للوطن في قلب وعقل الانسان, وأن ما يقود المواطن الحق في حياته اليومية هو ولاؤه وانتماؤه وحسه الوطني تجاه وطنه والذي ولد ونشأ وتربى فيه.
إضافة إلى ذلك, يتجلى صدق الانتماء في عدم تجشم الانسان أثناء سعيه للبروز الاجتماعي أو السياسي جلب مصائب وكوارث الفتن والقلاقل لمجتمعه الوطني. فمن ترسخ وطنه في قلبه وعقله ينأى بنفسه عن أن يصبح معول هدم للبيئة الوطنية التي ولد ونشأ وتربى فيها. على سبيل المثال, المواطن الحق صادق الانتماء لوطنه ولمجتمعه لا يحاول أبداً إثارة النعرات القبلية أو الطائفية أو الطبقية في مجتمعه الوطني. ولأنه يعرف أن إثارة النعرات التفريقية في المجتمع ستؤدي إلى تفكك ذلك المجتمع, فالمواطن الحق صادق الانتماء يحاول قدر ما يستطيع تكريس ثوابته الوطنية وممارستها في حياته اليومية (الوحدة الوطنية- الحس الوطني- وحدة المصير- المبادئ والقيم الأخلاقية المشتركة).
بل أن صدق الانتماء يتجلى في كون مصلحة وأمن واستقرار وعزة الكويت هي ما يفكر فيها الانسان أولاً وأخيراً. فمن يدرك ويؤمن فعلاً أن مصيره وحاضره ومستقبله يرتبط بهذا الأرض الطاهرة فقط سوف يصبح مواطناً حقاً ومواطناً صالحاً يفتخر به وطنه ومواطنيه الآخرين. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق