واضح للجميع ان هناك اطرافا ترغب في التعجيل لانهاء حياة مجلس الامة الحالي، ليس بالضرورة ان تتفق مبررات هذه الاطراف، ولا ان تتوحد طرائقهم، لكن الهدف امامهم واضح وهو افشال عمل هذا المجلس بأي صورة كانت.
بعض خصوم هذا المجلس خائفون من لجان التحقيق الانشطارية التي تتشكل يوما بعد يوم بصورة مبالغ فيها احيانا، بعض خصوم هذا المجلس ضحايا لتبدل مراكز في البلد، بعد الانتخابات الاخيرة، وتضاؤل نفوذهم السياسي والاجتماعي والاعلامي، وبعض خصوم هذا المجلس يهمهم افشال حكومة جابر المبارك الاولى، وبشكل شخصي، واخيرا هناك الخصوم الدائمون للمجلس، ممن لا يعترفون به، الا اذا وافق مصالحهم التجارية، فالدستور بالنسبة إليهم مفتاح البنك المركزي للدولة.
لا يهم كل ذلك، فالصراع السياسي في الكويت قديم ومتجذر، وان كان اغرب ما فيه تبدل مواقع بعض المحاربين، فمن كانوا سابقا يزعمون انهم يدافعون عن المجلس أصبحوا يهاجمونه، ومن كانوا يحامون عن الحكومة ليل نهار صاروا خصومها، وايضا هذا لا يهم، فالحمد لله الذي كشف لنا الاقنعة المتلونة.
بعض خصوم المجلس اعمالهم مكشوفة للجميع، ومنهم نواب دخلوا المجلس بالغفلة، وقريبا ما سيغادرونه الى غير رجعة، يقومون بحركات تدل على خوائهم السياسي، وضحالتهم الفكرية، ومثل هؤلاء لهم علاج ناجع لا يضاهى، انه اللامبالاة و«الحقران»، وعدم الالتفات الى صياحهم مهما علا، فمن كان بلا قضية شريفة ولا هدف صالح لن يصمد في عمله، وستنكشف حقيقته.
أتعجب من انفعال النواب من حركات الاستفزاز العلنية التي تصدر عن بعض نواب الخراب، وانجرارهم الى معارك وهمية تضيع وقت الامة وتشعل البلد من لا شيء، وكأن بامكانهم قتل هذا المنهج، ووأده في مهده باهماله واهمال اصحابه، حتى ينتهي املهم في التخريب، ويتفرغوا هم لما انتخبهم الناس من اجله، لا من اجل الانتقام والتشفي والسقطات الاخلاقية التي اساءت للكويت واهلها.
اسمعوا يا نواب الامة انتم في مجلس الامة لا ثانوية عامة، مطلوب منكم الانشغال بالمهمات والترفع عن السقطات والوفاء بوعودكم للشعب، ودعوا عنكم الهواش والحجي البطالي، ترى سمعنا منكم في اسبوعين ما لم نسمعه من النائب الفاضل حمد الجوعان في 20 سنة، الذي تعرض للاغتيال، وشاهد الموت الحقيقي، بسبب مواقفه الوطنية، فخلصونا رجاء .. والله الموفق.
وليد عبد الله الغانم
@waleedalghanim
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق