على قدر الاحباط والتشاؤم من المجلس الحالي، استطاعت خيوط الأمل ان تتسلل لتطول الناس وتستنقذهم من القبر السياسي، وبدا لمعان الضوء من بعيد يمزق ظلام القبو الذي يحاول نواب «أنا ومن ورائي الطوفان» ان يحفظوا الانسان الكويتي فيه! فالأمل اظنه لاح بعد طول انتظار، بسبب:
الأول والثاني جاء من جواب سمو الامير وتصريح رئيس السلطة التشريعية. فجواب سمو الامير حفظه الله جاء في الوقت المناسب برفضه طلب تعديل المادة 79 من الدستور حيث صد الباب امام الزحف الاسلامي المتشدد. وهو موقف سياسي واضح ومفترق كبير بين ما يطمح اليه الاسلاميون وبين المزاج السياسي للسلطة.
الثاني تصريح احمد السعدون حول الاتحاد الخليجي. استمد تصريح احمد السعدون هذا تحديدا اهميته بسبب التوقيت، لانه جاء في عهده هو لا جاسم الخرافي، ما أعطى الامر زخماً اعلاميا اكبر وواقعية ومصداقية قد لا تكون كذلك فيما لو كان الخرافي هو من يحمل المطرقة.
الشيء الثالث يعود بالأساس لايام الانتخابات، حيث كنت من المؤيدين للدكتور عبيد الوسمي. فكل من سألني من ابناء الدائرة عمن ينتخب من بين المرشحين، كنت مقتنعا حينها بالدكتور وادفع للتصويت له.
اليوم وبعد مرور هذه المدة القصيرة على المجلس ما زلت مقتنعاً ان اختياري صحيح. فالرجل له مواقف وتصريحات جيدة ومشجعة. طبعا هذا لا ينفي وجود امر هنا او هناك لا أؤيده وغير مقتنع فيه على المستوى الشخصي، لكن حديثي يدور بصورة اجمالية.
فهو من جانب متمرد على رأي الجماعة، ولا اقصد بالجماعة بمعنى الغالبية البرلمانية. اقصد انه متمرد ولا يقبل بما يمليه عليه الاكثرية بغض النظر من هي الاكثرية، واظن الشواهد على ذلك كثيرة اقربها للذهن تقديمه او اعلانه للاستجوابات حتى مع عدم وجود تأييد الكتلة التي ينتمي اليها، بل وحتى مع معاداة الكتلة له تقريبا.
ومن جانب ثان فهو اكاديمي ومتخصص بالقانون، بمعنى انه متمسك باللوائح والاجراءات القانونية حتى لو سارت على غير هواه ومشتهاه. اما الثالث فهو قادر على قول كلمة الحق (او الافصاح عن قناعاته) من دون خوف او تردد. لاحظ مثلا ما حصل في مناسبة حرق العلم الايراني، او موقف الرجل من التحرك الشعبي في البحرين على سبيل المثال.
لا أدخل في القلوب، ولا احاكم نواياه وما هي مقاصده من الاستجوابات، وماذا سيفعل او سيقرر في المستقبل، لكني مقتنع اليوم انه من النخب القلائل. فالرجل طاقة وملتزم بخط الانتصار للقوانين ولدولة المؤسسات (وان كنت اخالفه بتصريحه حول اسلمة القوانين). لهذا يوجد على دفتي البرلمان (المعارضة والموالاة) رجال جيدون، ومن الضروري ومن باب الاحساس بالمسؤولية الوطنية ان يتحرك اولئك النفر بالتنسيق وتشكيل فريق مشترك يضمهم لبعض لخدمة هذا الوطن الواقع في أسر وشباك اعداء الفكر والحرية!
hasabba@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق