بعد أن أفلس سياسياً من أشياء كبيرة وكثير في قربه وفي اشتراكه وفي دعمه وفي تنظيره مع ما يسمونه سابقاً (كتلة الأغلبية)، ها هو يسلك مسلكاً غريباً غير منطقي ويفتقر للعقلانية المطلوبة لمثل هذا المشاريع الفكرسياسية التي من شأنها أن تشعل المجتمعات ناراً مسعورة تلتهم الأخضر واليابس.
كتب أن جابر المبارك ليس شخصية سياسية مؤثرة في القرار السياسي. وقد يتوحد الحراك المعارض ويلتف حول المطالبة برحيله. وإن إقصاء رئيس وزراء من الشيوخ للمرة الثانية يمهد الطريق لتحقيق أهداف الائتلاف. وأن ائتلاف المعارضة مؤهل لتبني حملة إقصاء رئيس الوزراء. وأن جابر المبارك لا يختلف إطلاقا عن ناصر المحمد. وتمنى أن يتوحد الحراك حول هذا الشعار ( إرحل إرحل يا جابر )، وأن يُعمل على تحقيقه، فهو في النهاية يراه هدفا سهلا جدا، بل أسهل بكثير من ناصر المحمد كما ذكر.
ما تقدم بمجمله كتبه منظر محسوب وقريب جداً من كتلة الأغلبية التي تفرقت شذراً مذراً، وهو بالمناسبة تراجع عن دورة المناط به والذي هو اختاره بالدفاع عن شباب الحراك، موعزاً هذا الانسحاب بأنه نوع من الاحتجاج على بعض الممارسات غير الصحيحة كما يراها بوجهة نظرة، ويا ليته بقي مع شباب الحراك لآخر لحظة لأنهم يحتاجونه، ولأن انسحابه لن يؤثر مطلقاً في عموم الأمر.
يا سيدي إن الشعب وبالذات من يطلقون عليهم (شباب الحراك) لا يحتاجون لشعار جديد يتأبطون فكرته ويشغلون به أنفسهم وأهاليهم والكويت بعنوان (إرحل إرحل يا جابر)، فلقد سأم الشباب والشعب والكويت من عطش وجوع هذه الشعارات السياسية الجديدة.
يا سيدي، من المفترض أن يكون شعارك وهدفه لا يأتي بسبب أن جابر المبارك شيخ من الأسرة الحاكمة، وأن ضعفه كما تظن أنت هو ما يجعل أن الحراك يعود من جديد قوياً! فأين سموّ الهدف الحقيقي؟ وأين المنطقية في طرحك؟ وهل كل ما يهمك أن يعود الحراك من جديد؟!! وهل ستتكرر فكرتك مستقبلاً مع أكثر من شيخ في رئاسة الحكومة؟!!
يا سيدي، هل فرغت من كل شيء وخسرت سياسياً لتخرج لنا بحملة لإقصاء جابر المبارك، لا لشيء إلا أنه جابر المبارك؟!! قد يكون جابر المبارك قليل التصاريح والصوّر الإعلامية، وقد يكون جابر المبارك لا يستخدم لغة التهديد والوعيد، وقد يكون قلب جابر المبارك قلباً رحيماً مع المواطنين والمقيمين، وقد وقد وقد… لكن الأكيد أن أمثالك تغيرواً وتبدلوا كثيراً لأسباب تقودها المصلحة الخاصة البحتة فقط، لذا رأيتَ أن جابر المبارك من المفترض أن يعاملك بالعصا والجزرة!
Twitter: @alrawie
roo7.net@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق