“وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (المائدة 2).
اعتقد ان اختلاف الاراء في المجتمع حول ايجاد حلول عملية للقضايا المحلية امر ايجابي, فأهل الكويت ليس بينهم غالب او مغلوب ما دام هدف نقاشاتهم تحقيق مصلحة الكويت. فما يتفق عليه الناس وما يختلفون حوله وبخاصة بما يتعلق بتوضيح اسباب التاخر وبطء التطوير في الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية يرتكز في اساسه على سعي الجميع لايجاد طرق ووسائل وحلول ناجحة وعملية تنهض بالكويت اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. ومن هذا المنطلق, من المفترض ان ننظر جميعنا ككويتيين لما يجري حاليا من نقاشات في ساحتنا المحلية على انها اجتهادات شخصية ومجتمعية مخلصة تهدف بشكل او باخر لتحقيق التطوير والتقدم وايجاد حلول لتحديات حاضرنا ومستقبلنا.
اضافة الى انه لن يكون بيننا نحن اهل الكويت غالب او مغلوب جراء النقاشات والحوارات الوطنية التي تجري حاليا في ساحتنا السياسية المحلية, فليس من المفترض ان يخرج البعض عن اطر ومبادئ وحدتنا الوطنية الجامعة. فاي جدل عقيم او خطاب تشكيك متهور او القاء لاتهامات مفبركة من دون دليل ضد الشريك الاخر في الوطن ستضعف الوحدة الوطنية وستشوه الحرية الديمقراطية المسؤولة. فلقد تفضل الله عز وجل علينا نحن اهل الكويت بحرية الراي وبالقدرة على التعامل باريحية مع مختلف الاراء وبخاصة اذا كانت تهدف لرفعة الكويت وعزتها وتهدف الى تقوية تعاضدنا الاجتماعي.
واذا كان الهدف الاسمي لاي ديمقراطية فاعلة وبناءة هو توصل اعضاء المجتمع المتوحد لحلول عملية وناجحة لما يؤرقهم من مشكلات ومعضلات اقتصادية وثقافية واجتماعية وتعليمية, فاختلاف وتنوع الاراء والتفسيرات المنطقية حول تلك التحديات المحلية يعتبر امرا ايجابيا. فاهل الكويت عُرف عنهم تسامحهم فيما بينهم وحرصهم جميعهم على وحدتهم الوطنية وعلى مصالح وطنهم. فلا يمكن في اي حال من الاحوال ان يوجد بيننا غالب او مغلوب بعد انتهاء نقاشاتنا وحواراتنا الاخوية: فالكل يسعى لبذل جهود صادقة ومخلصة ان يقترح حلولا لمشكلات ومعضلات تواجهننا ككويتيين في حياتنا اليومية وتتطلب جهودا وطنية مخلصة للتغلب عليها: في المحصلة الاخيرة: ما “سنتغلب” عليه ككويتيين هو ما يقلقنا جميعنا ككويتيين دون استنثاء, وليست بنية استهداف او التصيد على ابناء الوطن الاخرين المشاركين لنا في نفس المصير الوطني الواحد. فلعل وعسى.
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق