الدعوات للحوار تأتي ممن دعوا اصلا الى المقاطعة.. لأن الحوار لماذا، وحول ماذا؟ يريدون العودة لكن مع حفظ ماء الوجه.
فكرة الحوار بحد ذاتها ليست سيئة، وهي كلمة نسمعها منذ اشهر من بعض الساسة، لكنها دعوات تكثفت بالفترة الاخيرة.
السؤال المطروح: على أيش نتحاور؟ نحن في بلد مؤسسات لدينا دستور هو الاقدم في الشرق الاوسط، لدينا قضاء مستقل ونزيه والكل يؤمن به، لدينا نظام سياسي عاقل يتقبل النقد بشكل رحب، وكلمة الحوار تعطي انطباعا بان بعض هذه المميزات ليست موجودة في البلد.
هناك مرسوم ضرورة صدر بخصوص اقامة الانتخابات وفق الصوت الواحد، وهناك دعوات للمقاطعة صدرت من هنا وهناك، وهو حق مكفول للجميع، فهناك من هو مقاطع منذ الستينات وهناك من لا يؤمن بشرعية الانتخابات وهناك وهناك.
يبدو لي ان هذه الدعوات تأتي كنوع من انواع حفظ ماء الوجه لبعض من دعا الى المقاطعة، وفشل في هذه الدعوة، وكل همة الآن ان يعود الى الساحة السياسية بشيء من القامة المرفوعة، ولكن دعوتهم ليست في مكانها، فهم ليسوا مؤهلين لقيادة الحوار، لان امكاناتهم ضعيفة وغير مؤثرة، فهم من فشل في انتزاع اعتراف من جماعة المبطلين باحترام حكم المحكمة الدستورية المرتقب بشأن الصوت الواحد، حيث كان الجواب: بعد الحكم لكل حادث حديث، وهم من اكل من موائد السلطة وانقلب عليها ووضع الشرط تلو الشرط ايام الانتخابات وهم وهم…
* * *
آخر العمود:
أقوى خدمة تقدمها شركة طيران هي المحافظة على ارواح ركاب طائراتها، وهذا ما قامت به مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، عندما اتخذ الكابتن سالم المدعج، قائد الرحلة رقم 117 المتجهة من الكويت الى نيويورك، قرارا بالهبوط الاضطراري في قاعدة جوية بمدينة ديار بكر التركية، للحفاظ على حياة راكب بلغ معدل السكر في دمه «واحدا»، ومرضى السكر يعلمون ان هذا الرقم يعني ان الوفاة هي الاقرب الى الانسان.
تحية من القلب الى طاقم الطائرة والله يوفقكم.
فهل وصلت الرسالة؟.. آمل ذلك.
قيس الاسطى
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق