الكويت منارة فكرية واعلامية منذ زمن، وجاء الملتقى الاعلامي ليرسخ هذه الصورة الرائعة بأنشطته المثابرة التي تجمع كل الوجوه الاعلامية من كل الدول العربية.
كم اسعدني ان يكون العنوان العريض لملتقى الاعلام العربي هو «الاعلام والسلام».. فالاعلام هو كلمة قد يراد بها حق وقد يراد بها باطل.. فقد يلقي الرجل كلمة لا يلقى لها بالا.. تكون وبالاً على المجتمع وشراً مستفحلا، وقد يتكلم الرجل بكلمة طيبة تصبح كشجرة طيبة اصلها ثابت في الارض وفرعها في السماء.. تنشر الحب والسلام.
الاعلام قادر على اشعال الحروب ونشر الفتن والتسبب في الخراب والهلاك والضياع للأمم.. والاعلام ذاته قادر على النهوض بالامم وبناء حضارات.. ونشر السلام والمحبة.. فطالما بات الاعلام بعيداً عن الكذب والتضليل وملتزماً بشرف الكلمة، وسخر الاعلامي قلمه من اجل نصرة الحق وتقويم ما اعوج من الامور، وسعى دوما الى كشف الحقيقة وعمد الى النقد البناء وابتعد عن البهتان، وقتها يكون للاعلام الدور الاكبر في نهضة الامم وتطورها.
ملتقى الاعلام العربي، الذي اقيم تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وبقيادة الاعلامي الفذ ماضي الخميس، الامين العام لهيئة الملتقى الاعلامي العربي، الذي جمع نخبة من الاعلاميين العرب واصحاب الرأي والمسؤولين من مختلف المؤسسات الاعلامية الفاعلة في عالمنا العربي، اصبح منارة للاعلاميين، ومقياساً حقيقياً لما يشهده عالمنا العربي على المستوى الاعلامي، واضحت الكويت قبلة الاعلاميين ومنارة للفكر بفضل الملتقى الاعلامي، الذي يقام في دورته العاشرة لهذا العام. وقد نجح الملتقى الاعلامي العربي في توحيد كلمة الاعلاميين العرب وحشدهم خلف قضاياهم المصيرية، واستطاع الملتقى ان يجذب اهتمام الشارع الاعلامي العربي، ويكون منبراً لطرح الهموم الاعلامية التي يعانيها جسد الاعلام العربي.
في الملتقى الاعلامي العربي العاشر تم تكريم مجموعة من الاعلاميين العرب النابغين، ومن كان لهم اسهامات في الارتقاء بالوعي القومي العربي منهم الشيخة الدكتورة سعاد الصباح الشاعرة والاقتصادية والاديبة الكبيرة، والشاعر عبدالرحمن الابنودي والدكتور فهد الشهابي وغيرهم، تقديراً لجهودهم ودعمهم للشباب العربي والاسهام في اثراء الثقافة العربية.
وجب التنويه الى أن ديرتنا تشهد عصراً ذهبياً من حرية الاعلام، وتجميد قانون الاعلام الموحد، بعد ردود الفعل الرافضة لهذا القانون، هو خير شاهد على ما تشهده ديرتنا من انفتاح ثقافي اعلامي ووعي بحاضر مجيد ومستقبل مشرق.
غسان سليمان العتيبي
gotaibi@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق