لا نتفق مع الأخ العزيز الشيخ محمد عبدالله المبارك بقوله بأن البطالة قنبلة موقوتة لذا من الضروري تناول القضية بشكل خاص وعلمي لحل المشكلة التي هي مسؤولية الجميع.
نحن نرى بأن الكويت لا تواجه مشكلة بطالة بين الشباب ولا توجد لدينا مشكلة بطالة أصلاً.. لانه ليس من العقل والمنطق ان يكون في الكويت اكثر من مليونين ونصف اجنبي يعملون في جميع القطاعات ولا يستطيع المواطن ايجاد وظيفة بفرض نفسه في اي عمل يريده او يحل محلهم في اي لحظة اذا كان هذا المواطن مؤهلاً تأهيلاً مهنياً وتقنياً وعلمياً ليحل محل ضيوف الكويت من العمالة الاجنبية.
هنالك خلل رئيسي في مخرجات التعليم الجامعي وخلل كبير في مخرجات الكليات التطبيقية التي من المفترض ان تهيئ الشباب الكويتي للوظائف الفنية والتقنية التي يحتاج اليها الاقتصاد الكويتي.
أخي أبو عبدالله المشكلة لا تحل بتوظيف جيوش المواطنين غير المؤهلين في الحكومة كما فعلت الحكومة يوم أمس بترشيح أكثر من 5.530 موظفاً، كدفعة جديدة وهنالك الآلاف من الشباب البطران من الكويتيين الذين يرفضون استلام العمل في القطاعات الحكومية التي تحتاج فعلاً الى عمل المواطنين مثل الوظائف الفنية والمسح وغيرها في وزارة الاشغال وهنالك المئات من الفرص المتاحة للكويتيين في وزارة الصحة في قطاع التضميد والاشعة وفحص الدم وملائكة الرحمة من الممرضات، وزارة الكهرباء تحتاج الى شباب كويتي يعمل في قراءة العدادات وتحصيل اموال الدولة من المواطنين، هذه الوظائف البسيطة ليست صعبة ويمكن تدريب المواطنين عليها بسهولة.. لكن المشكلة تكمن في حقيقة ان المواطنين يعزفون عن العمل في الاماكن التي تتطلب القليل من المجهود والعمل والاخلاص لانهم يعرفون بان لديهم نواباً يتدخلون لدى الوزراء لتوظيفهم وتكديسهم في وظائف لا يعملون فيها ولا يلتزمون بالعمل والانتاج، بل يستلمون الراتب والامتيازات المختلفة لانهم في النهاية مواطنون يحميهم مفهوم الدولة الريعية، الوضع غير طبيعي ولا يمكن الاستمرار فيه لانه سوف يؤدي في النهاية الى إفلاس الدولة وسقوطها.. هل يعقل هذا الرفض من مواطنين يشكلون فقط %31 من مجموع السكان وقوتهم في سوق العمل لا تزيد نسبتها عن %15 من مجموع القوى العاملة ويعمل معظمهم في القطاع الحكومي غير الفعال وغير المنتج ويتركون العمل في القطاعات الانتاجية، فقط لانهم مواطنون، احتياجات القطاع العام للموظفين لا يتعدى 50 الف موظف حسب تصريحات الوزير الشيخ محمد العبدالله لماذا اذن توظيف حوالي 350 الف موظف ولايزال التوظيف مستمراً إلى الأبد.
من المسؤول عن هذه المشكلة؟ ليس من العدل والانصاف لوم الحكومة، مجالس الامة المختلفة نوابها ساهموا في المشكلة باصرارهم على توظيف المواطنين المؤهلين وغير المؤهلين في الحكومة لذلك يصر الجميع على العمل الحكومي لانه لا يوجد عمل اصلا بل بطالة مقنعة.
وأخيراً نود ان نقول للاخ الشيخ ابو عبدالله لا توجد حلول سحرية لتراكم مشاكلنا في الكويت والبطالة سوف تستمر الى الابد بين المواطنين ما دام مفهوم الدولة الريعية مستمراً، فما يحصل في دولة الريع هو منح امتيازات لمواطنين بدون عمل وانتاج.. ما هو موجود هو اعادة توزيع الثروة على شكل امتيازات تعطى للمواطنين مقابل الولاء للدولة.. وللموضوع بقية.
د.شملان يوسف العيسى
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق